معجزة المصريين القدماء (1)
أهرام الجيزة
تعتبر مصر ارض الاهرام حيث يوجد فيها 139 هرماً شمالا وجنوبا لازالت العجيبة من عجائب الدنيا السبعة .
وتعد السبب الرئيسي لقدوم السواح من مختلف دول العالم والذي يشاهدها عن قرب ينبهر لمنظرها المرعب وشكلها الهندسي الرائع ودقة تصميمها فقد جمعت بين الهندسة والفلك وذكاء المصريين آنذاك نعم شعب مثقف ورائع يمتاز بخفة الدم (اصحاب ابتسامة ونكتة) واحرار في بلدهم يرفضون الظلم والفساد نعم يفتخرون بتاريخهم المجيد واثبتوا للعالم اجمع إنهم اهل حضارة وعلم ولم يكن الفقر يوماً من الايام حجرةً عثرةً في طريق تقدمهم وتطورهم . ونظراً لأهمية المَعلم الحضاري المهم فقد ارتأينا اللقاء لذوي الاختصاص لذا كان لنا الحوار مع الدكتور المصري محمد محمود مكاوي المولود في الجيزة بالقاهرة سنة 1968م وتحصيله الدراسي ليانس (بكالوريوس) أداب جامعة القاهرة وماجستير في حضارة السرق الأدنى القديم منها وماجستير في فن العرض المتحفي جامعة حلوان ودبلوم السياحة والاثار جامعة حلوان . والذي افادنا بمعلومات مفيدة ومهمة مما يجعل المتلقي لها يسعد وينبهر لسماعها ويَتشوق لزيارتها ورؤيتها عن كثب . لقد توجهنا إليه بالسؤال هل يمكن ان تعطينا فكرة موجزة عن الاهرام وسرها ؟؟؟ فأجابنا : إن اهرام الجيزة الشامخة فوق هضبة الجيزة هي بحق خير دليل وشاهد على عظمة الانسان المصري القديم الذي عاش فوق هذه الارض وتعود اهرام الجيزة الى عام 2570 قبل الميلاد وقد بنيت لتكون دار البقاء لروح الملك [خوفو] والذي يعتبر ثاني ملوك الاسرة الرابعة والذي خلف أباه الملك [سنفرو] أول ملوك هذه الاسرة والمؤسس لها . وزوج الملكة حبت حرس وهي أم الملك خوفو . وقد اشتهر الملك خوفو بحبه للتفرد عن أسلافه من الملوك والذي دفعه لبناء أكبر واضخم واعظم هرم عرفته مصر وهو الهرم الأكبر في الجيزة والذي يبلغ ارتفاعه حوالي147 متراً ويبلغ طول قاعدته المربعة 235 متراً في كل اتجاه و منحوتة من الحجر الجيري بارتفاع واحد وثابت وهو ذراع واحد من كل اتجاه بطول وعرض الهرم وهي قاعدة عجيبة اذ تجعل هذه القاعدة التي تحمل الهرم الانسان يتعجب حيث ان جميع احجارها مصقولة ومنحوتة بدقة بالغة من الروعة وقد وضع النحات المصري خلاصة تجاربه السابقة فيها حيث ان احجارها متلاصقة بطريقة تأخذ بالألباب والعقول على حد الدهشة وعدم التصديق حيث تبلغ المسافة بين حجر والحجر الملاصق له اقل من 1 مليمتر ويظهر ذلك جليا من مختلف الاتجاهات رغم ضخامة وثقل الاحجار فكيف تثنى لهذا النحات القديم ان يفعل ذلك وتعتبر هذه القاعدة سرا من اسرار الهرم لا نستطيع تفسيرها الى الأن . وهي حقا تدعو للدهشة والتعجب اذ ان هذه القاعدة تحمل فوقها 153 طابقا من الاحجار المتفاوتة في الثقل . ومن العجيب ان الهرم الاكبر فقط يتكون من قرابة 23مليونا من الاحجار الضخمة تزن كل منها قرابة ثلاثين طناً قرب القاعدة وكلما اقتربنا من القمة يقل الوزن لهذه الكتل الحجرية لتصل الى طنين فقط . وهذه معجزة اخرى حيث ان هذه الاحجار قطعت بشكل مختلف واحجام متفاوتة واوزان متباينة إلا ان ارتفاع كل طابق واحد ومتساو في الارتفاع طابق يعلو الاخر واثناء بناء الهرم تم تصميم غرفة لدفن الملك ومجموعة اخرى من الغرف لتحوي اغراض الملك التي يحتاجها في العالم الاخر حيث يجب على الملك ان يأخذ معه من هذه الرحلة طعامه وشرابه وعطوره وملابسه وادوات زينة وكل شيء عساه ان يحتاجه في العالم الاخر . وبعد اتمام البناء يوضع فوق قمة الهرم هريم صغير (تصغير هرم) مصنوع من الذهب ليعكس كل صباح نور الشمس الذي كان يسميه المصريين باسم رع على شكل قرص الشمس المتلألئ بالنور والضياء . وقد توجهنا إليه بالسؤال التالي ماذا كان اعتقاد المصريين بملوكهم الفراعنة ؟؟؟
فأجاب : لقد كان المصريون يعتقدون ان الملك من نسل الاله على الارض وأنه سوف يتحول في هرمه هذا من هيئة ادمية الى هيئة الاله فيتحول لحمه مثلا الى ذهب وعظمه يتحول الى فضة وشعره يتحول الى حجر الزمرد وعيناه الى الفيروز ودمه الى الكرانيت الى اخره رمز للبقاء وعدم الفناء هذا كان اعتقادهم .
محمد عبد الرضا الحسني – بغداد