مظاهر وأذواق
عندما تختلف الموازين وتتغير اساسيات ومتطلبات الحياة وتنقلب طبقات وشرائح المجتمع من الاسوأ الى الاحسن ماديا في المجتمعات الشرقية خاصة ، لايبقى الحال كما هو لذا لايمكن الكتابة في جميع المعوقات والمشاكل التي تواجهنا، لهذا استخرجت قضية بسيطة تهتم بالذوق العام وهي ارتداء الزي الرسمي او مايطلق عليه بـ (القاط) .
نظرا لاختلاف الطبقات الاجتماعية التي نستطيع تصنيفها الى فقيرة ومتوسطة وغنية نرى إن الكل يرتدي على مقدار امكاناته المادية وهذا طبيعي ،لكني انتقدت ظاهرة ارتداء الزي الملائم في المكان الغير ملائم حيث ومن خلال متابعتي للشارع العراقي وجدت من غير المعقول ارتداء البدلات الرسمية في كل مكان ومناسبة سواء كانت خاصة أم عامة خارجية أم داخلية …….الخ
غير اخذين بالحسبان ان لكل مكان اناقته الخاصة وهذا يرجع الى سوء الثقافة الذاتية ، لدى الانسان العراقي ومنها الذوق الرفيع حيث في زمن النظام البائد كان من يرتدي هذه البدلات فقط الطبقة الغنية واصحاب النفوذ في الدولة بما يتوافق مع عملهم، اما الان وبعد زيادة القدرات المادية لاكثر شرائح المجتمع وكثرة البضائع كما ونوعا ومن جميع المناشىء وباسعار زهيدة ادى الى انخفاض اسعارها بشكل ملحوظ ،حيث باستطاعة اي شخص اقتناء مثل هذه البدلات وبالتالي ادى الى تحريك حاسة النقص الموجودة بداخلهم التي كانوا يعانون منها في ذلك الوقت لهذا وصلنا الى نتيجة واحدة هي ارتداء هذه البدلات في اي مكان غير مراعين للذوق العام مما جعلهم عرضة الى الانتقاد والسخرية لعدم تقبل المجتمع لهذه الحالة التي تنافي الذوق العام ، وهذا طبيعي لاسباب جوهرية ان لكل مكان اناقة خاصة بما يناسب المكان والمجتمع الموجود فيه ، لهذا يجعلنا نفكر ونبعد انظارنا نحو المجتمعات الغربية نراهم دائما جذابون وملبسهم جميل وانيق لانهم يرتدون الملابس الملائمة في المكان الملائم وبدون مبالغة وهذا يعبر على ان هذه الشعوب متحضرة وفي نفس الوقت عملية لانها تنظم كل شي ضمن ماهو مطلوب ، وبهذا وصلت الى فكرة واحدة ان الاناقة ليست بالمظاهر او البدلات او الملابس ذات الاسعار المرتفعة . ،هذه قضية صغيرة الا انها اصبحت ظاهرة نشاهدها يوميا ولايمكن تخطيها من اجل رفع الذوق العام عن طريق ترويج الثقافة الذاتية للانسان العراقي من خلال التوعية الاعلامية والندوات الثقافية التخصصية التي تبدا من ذوق الانسان نفسه وتنقل الى المشاهد عبر الحوار الصحيح في شرائح المجتمع كافة.
حسن نزارالوائلي
AZPPPL