مصدر تركي رسمي لـ الزمان رداً على شكوى الحكومة العراقية إلى مجلس الأمن مقاتلو حزب العمال الكردستاني يعودون من حيث تسللوا إلينا
أردوغان اتفقنا مع الإقليم الكردي على التنقيب عن النفط بمشاركة أكسون موبيل
لندن ــ نضال الليثي
أنقرة ــ توركان إسماعيل
أربيل ــ الزمان
وصلت المجموعة الأولى من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنسحب من تركيا بأسلحتهم الى اقليم كردستان، لتدشن رسميا المرحلة الثانية من عملية السلام وفق الاتفاق بين زعيم الحزب عبدالله اوجلان الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة ومدير المخابرات التركية حقان فادان.
فيما رفضت السلطات العراقية في بغداد انسحاب حزب العمال الكردستاني الى اراضيها من دون الاتفاق معها وتجاهلها من طرفي الاتفاق وقالت إنه يعد انتهاكا صارخا لسيادة العراق حيث انها تمت دون الرجوع إليها ، معلنة عن شكوى الى مجلس الامن الدولي ومحذرة من ضرر بالغ بالعلاقة مع تركيا المتدهورة اصلا على خلفية الازمة السورية. وكانت لجنة ثلاثية امريكية تركية عراقية تضم الاقليم تعمل منذ تسع سنوات عبر اربيل لمتابعة ملف العمال الكردستاني. وردا على اعلان الحكومة العراقية تقديم شكوى الى مجلس الامن قالت مصادر رسمية تركية لـ الزمان ان هؤلاء المتمردين في اشارة الى مقاتلي حزب العمال الكردستاني يعودون الى المواقع التي تسللوا منها الى تركيا لتنفيذ هجمات ضد الجيش والجندرمة . واوضحت المصادر ان الاتفاق مع اوجلان قد اوقف التسلل نهائيا ونتيجة لبدء تنفيذه فان المتسللين يتراجعون الى مواقعهم التي تسللوا منها عبر الحدود المشتركة مع العراق.
فيما نفت حكومة اقليم كردستان التي دعت في السابق الى اتفاق سلام ينهي القتال بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي ان يكون مقاتلو الحزب قد عبروا من تركيا الى الاراضي العراقية.
وقال امين عام وزارة البشمركة جبار ياور في حديث لراديو سوا الامريكي لم تصل اي مجموعة مسلحة الى المناطق الحدودية. يحتفظ حزب العمال الكردستاني بعدد من المعسكرات في مناطق جبلية نائية في اقليم كردستان العراق يتمركز فيها الالاف من المقاتلين الذين كانوا يتسللون منها لشن هجمات داخل تركيا حسب المصادر التركية. ولا الفرع الايراني لحزب العمال الكردستاني بيجاك ينفذ هجمات ضد الحرس الثوري والشرطة الايرانية. وقالت مصادر ايرانية في اوقات سابقة ان مسلحي بيجاك يتسللون من الاراضي العراقية عبر الحدود المشتركة لتنفيذ هجماتهم وان لهم معسكرات داخل الاراضي العراقية .
وقالت المصادر التركية الرسمية في تصريحها لـ الزمان ان الحكومة العراقية سبق لها ان اعتذرت لمنع المتمردين من التسلل لضعف امكانياتها كما ان قيادة الاقليم الكردي ترد علينا دائما بانها لا ترغب في قتال كردي كردي عندما نطلب منها اغلاق المعسكرات او وقف التسلل. وحول مصير اوجلان واطلاق سراحه قالت المصادر ان هناك خطة طريق لانجاز اتفاق السلام يكون في نهايتها اطلاق اوجلان الذي سيغادر تركيا وقد يكون ذلك الى اربيل.
ووصل 15 مقاتلا بينهم ست نساء الى منطقة هرور في جبل متين في محافظة دهوك الواقعة ضمن اقليم كردستان العراق والمقابلة لمنطقة جلي التركية، حاملين امتعة واسلحة رشاشة وقذائف ار بي جي.ولقي الواصلون استقبالا حافلا من مقاتلي الحزب المتمركزين في هذه المنطقة الجبلية النائية، حيث وقف هؤلاء في صفين، واحد للنساء واخر للرجال، وبدأوا يعانقون زملاءهم ويصافحونهم فور وصولهم.
وما ان انتهت مراسم استقبال المقاتلين المنسحبين الذين بدا عليهم الارهاق الشديد جراء الطقس البارد، حتى وضعوا اسلحتهم جانبا والتفوا حول نار مشتعلة. ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية السلام التي بدأت بين انقرة وحزب العمال الكردستاني بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد في نهاية آذار الماضي.
ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالي ألفي مقاتل يضاف اليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق. على صعيد آخر قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس ان بلاده اتفقت مع حكومة اقليم كردستان وشركة النفط الأمريكية العملاقة اكسون موبيل بشأن التنقيب في شمال العراق. وقال اردوغان للصحفيين في مطار أنقرة قبل سفره الى الولايات المتحدة في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الامريكي باراك أوباما الخميس هذه خطوة مع حكومة اقليم كردستان بشأن انشطة التنقيب . وأضاف اردوغان سنطور خطواتنا بعد هذه الزيارة في اشارة الى الخطط بشأن شمال العراق. ولم يحدد ما سيشمله الاتفاق
AZP01