مشوار
في ذات صباح خرج من منزلهِ مرتادا طريق العمل … يسير في دربٍ تناثرت فيهِ الحجاره وارتمت دون مرمى ، موجعة هي نظراتهُ لها ، يُكمل دربه بين الازقة ويتوقف ليخرج منديلاً يُكمم به انفهِ عن رائحة لحاوية قُمامة محترقة تستغيث لمن يسعفها ، يهرع مسرعاً بعيدا عنها ويمر بين الشوارع واذا بكرسي قد فقد ارجلهِ في ثنايا شرفة ٍ ، يغمض عينهِ لحضات ، يتارك المواقف واذا بطفلة تسرق كل الاحداث … تتوقف على قارعة الطريق بملابس رثة ، وجهها شاحب ومتسخ وملامح العوز عليها صارخة فاقدة وطن واهل ودفء ووووووووو نازحة في وطن ، وفي المساء يحتسي فنجان قهوة … ينظر الى السماء … يتامل ويشرد ااااالي الواقع .. ماذا يحدث ؟! انها رائحة البارود تفوح في الافق وقعقعة البنادق تعزف لحن الخنوع والخضوع.
احمد جمال – البصرة