مذهب يؤمن بمعظم الوارد بالإنجيل والتوراة لكن له تفسيراته المختلفة وكتابه المقدس الخاص
المورمون يقتربون من سحب البساط من تحت القاعدة المسيحية الإنجيلية والمحافظين المتشددين في حكم أمريكا والعالم
كريم محمد حاتم الساعدي
وصف رومني بأنه أحد أتباع ديانة المورمون التي لا تقدس الصليب ولا ترفض نبوة النبي محمد ص ، وتحرم الخمر والقهوة والشاي والقمار والإجهاض والتدخين، وترى الجنس خارج الزواج زنا من أكبر المحرمات، وعذرية الفتاة والشاب مقدسة , لا يجب مسها إلا بزواج شرعي مورموني أصيل لهذا السبب يتزوج أتباعها باكرا، تماما كما فعل رومني الذي تزوج ببروتستانتية تصغره بعامين حين كان عمره 21 سنة، وهي زميلته منذ الابتدائية آن ديفيس التي اعتنقت المورمونية والمعتلة منذ 1998 بمرض Multiple Sclerosis المزمن لفتكه بالنظام العصبي المركزي، ومنها رزق 5 أبناء ذكور تزوجوا جميعهم مورمونيات أنجبن له 16 حفيدا، كما عمل ميت رومني نفسه كمبشر للمورمونية في فرنسا، وسبق وأن اختارته مجلة بيبول الأمريكية الشهيرة في 2002 واحدا بين أجمل 50 رجلا وامرأة في العالم وهكذا فقد وصف المرشح الجمهوري رومني بأنه من طائفة منبوذة من الكنائس التقليدية ، كما ذكرت الأخبار أن بعض الأمريكيين المتوجسين من المورمون يرددون هذه الأيام ؛ أن الأفضل هو أن ننتخب رئيساً مسلماً من أن ننتخب مورمونياً لأن لمعظمهم تحفظات حول فكرة الله عند المورمون بأنه عاش في كواكب مختلفة وأن لديه جسداً مادياً وزوجة وبأنهم أي المورمون لا يعبدون الله الواحد، وأهم من هاجم رومني في عقيدته الدينية هو القس المعمداني الأمريكي الشهير روبرت جيفرس في معرض وصفه الشهر الماضي المورمونية بأنها من نبع غير مسيحي ومنبوذة من الكنائس وتفرض علينا تجريد أتباعها من أهلية العمل داخل جدران البيت الأبيض .
من هم المورمون؟
وقد يظن المرء لأول وهلة أن المورمون هي طائفة لإحدى الكنائس المنشقة عن أحد المذاهب المسيحية الكبرى، والواقع غير ذلك تماماً. فمؤسسها لم تكن له علاقة بالمسيحية أصلاً، وإنما هو شخص ادعى أنه يوحى إليه من السماء بصفته رسولا بعث في القارة الأمريكية، وديانة المورمون، كما يتحدث عنها الدكتور إبراهيم موسى، وهو أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، هي مذهب يصادق على معظم الوارد بالإنجيل والتوراة تقريبا، لكن له تفسيراته المختلفة وكتابه المقدس الخاص، وكثيرون يقيسونها بالإسلام مع أنه أكثر تعلقا باليهودية والمسيحية التقليدية كديانتي توحيد سماويتين .
ويقول الدكتور إبراهيم إن المورمونية تشكك بأصالة الإنجيل وإن أتباعها يعتقدون بأنه تعرض لتحريفات من الأصل، ربما عبر الترجمات المتكررة من الآرامية واليونانية والعبرية وغيرها وبذلك فهي ديانة قائمة بذاتها أكثر منها مذهب مسيحي.
وفي الحقيقة أن المورمون ديانة جديدة نسبياً مشتقة من جذور اليهودية والنصرانية، وتدعو إلى التمسك بالكتب اليهودية وكتاب المورمون وكتاب المبادئ والعهود وغيرها ويدعون إلى الإيمان بالمسيح الذي جاء في نظرهم لينقذ اليهود من الاضطهاد، والإيمان بأن المبادئ والمراسم الأربعة للإنجيل هي الإيمان بالرب يسوع المسيح كما يقولون، والتوبة والعماد بالتغطيس لغفران الخطايا ووضع الأيدي لموهبة الروح القدس. ويصل شركهم مداه عندما يقولون إنهم يعتقدون إن الله تعالى هو على شكل إنسان له لحم وعظام وبداخل جسده الملموس روح أزلية، كما أن البشر عندهم هم أبناء وبنات الله، ولم تسلم هذه الطائفة الدينية من التشككيك والتدليس بها ومن إلصاق مختلف الافتراءات والتهم لمؤسسيها وأعضائها وكتبهم الدينية وحياتهم العامة وغيرها كما سنبين ذلك لاحقاً.
الكتب المقدسة لدى المورمون
1ــالكتاب المقدس
كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة تعترف بالإنجيل المقدس على أنه أول الكتب التي ترتكز عليها، وهو أول الكتب التي استخدمتها كمرجع لمبادئها وتعاليمها. وقديسي الأيام الأخيرة لا يختلفون عن الكنائس المسيحية الأخرى بأنهم يعترفون بقدسية الإنجيل، لكنهم يختلفون عنهم بأنهم يعترفون بوجود نصوص أخرى تعادل الإنجيل في القداسة والصدق والتي لا تتعارض مع الإنجيل في أي من المعلومات الموجودة فيها ، لكن الكنيسة تعلن تحفظا من ناحية التراجم الكثيرة للإنجيل التي يمكن أن تكون قد نشأت نتيجة خطأ إنساني.
2ــكتاب مورمون
كتاب مورمون هو سفر مقدس مثل الكتاب المقدس. كَتَب الكتاب أنبياء قدماء كثيرون عن طريق النبوة والرؤيا. كتبوا كلماتهم على صفائح ذهبية ثم اختصر تلك الكلمات النبي مورمون. يتكلم السجل عن حضارتين عظيمتين. جاءت إحداهما من أورشليم سنة 600 ق.م.، وبعد مجيئها انقسمت إلى أمتين، النافيين واللامانيين. أما الأخرى فقد جاءت قبل الأولى بكثير من برج بابل عندما بلبل الرب لغة القوم. كان هؤلاء القوم يعرفون باليارديين. بعد آلاف السنين، دمروا كلهم إلى اللامانيين الذين هم الأجداد الرئيسيين للهنود الأمريكيين.
أهم ما جاء في كتاب مورمون هو أن الرب يسوع المسيح زار النافيين وخدمهم بعد قيامته بقليل. فيشرح كتاب مورمون تعاليمه وخطته لخلاص البشر، كما أنه يخبر البشر بما يجب أن يفعلوه كي يحصلوا على السلام في هذه الحياة والخلاص الأبدي في الحياة الآتية.
بعد أن أكمل مورمون كتابته سلم السجل لابنه موروني الذي أضاف بعض الكلمات وخبأ الصفائح في تل كومورة. وفي يوم 21 سبتمبر سنة 1823 ظهر موروني نفسه كشخص ممجد قائم من الأموات، إلى النبي يوسف سميث وأخبره بالسجل القديم.
وبعد أربع سنوات سلم موروني الصفائح إلى يوسف سميث فترجمها بهبة الله وقوته. والسجل منشور الآن في كثير من اللغات كشاهد جديد إضافي بأن يسوع المسيح هو ابن الله وبأن كل من يأتون إليه ويطيعون وصاياه وتعاليم إنجيله سوف يخلصون.
3ــكتاب المبادئ والعهود
إن كتاب المبادئ والعهود مجموعة من الرؤى الإلهية والرسائل والإنذارات والمواعظ إنما لمنفعة جميع البشرية، وتحتوي على دعوة إلى جميع الناس أينما كانوا لسماع صوت الرب يسوع، محدثاً إياهم لمصلحتهم المادية وخلاصهم الأبدي. ومعظم الرؤى في هذه المجموعة وضعها جوزيف سميث الابن، أول نبي ورئيس لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. أما بقية المجموعة فأصدرها بعض خلفائه في الرئاسة
4 الخريدة النفيسة
الخريدة النفيسة هي مختارات من منشورات نفيسة خاصة بإيمان وعقائد كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. هذه المنشورات قد ترجمها النبي جوزيف سميث من كتابات موسى وإبراهيم والرب يسوع المسيح، ونُشرت في نشرات دورية كَنَسِيَّة في أيامه. وانتشرت الخريدة النفيسة انتشاراً واسعاً، وبعد ذلك قُبِلَت ككتاب أساسي للكنيسة في مؤتمر عام في مدينة سولت ليك في 10 من شهر أكتوبر عام 1880.
من هو رسول هذه الديانة ؟ إنه جوزيف سميث Joseph Smith الذي ولد عام 1805 م في شارون بولاية فيرمونت بأمريكا في مطلع القرن التاسع عشر بمنطقة بالميرا الواقعة شمالي نيويورك في أسرة فقيرة من أب فلاح. وقد نشأ في هذه الفترة التي كانت أرض أمريكا تعج بالمذاهب والطوائف المسيحية التي حملها المهاجرون إلى العالم الجديد. وأدعى في سن الرابعة عشر إنه سأل الله لآي كنيسة ينضم… فظهر له الله واخبره بأن جميع الكنائس مخطئة، وجميع المعلمين فاسدين، وهو يمقت عقائدهم لذلك آمره بأن لا ينضم لأى كنيسة ولم يكن يعلم أو يعلم الناس أنه سيكون له شأن عظيم في القارة الأمريكية إلا في عام 1823م الذي أعلن فيه نبوته، وادعى جوزيف أنه وهو في سن السابعة عشر ظهر له ملكاً على شكل شخص نوراني يدعى مورونى نزل عليه من السماء وأخبره بأنه رسول القارة الأمريكية الذي ستظهر على يديه الألواح الذهبية المخفية والتي عرفها بأنها الألواح المصرية القديمة غير أن الملك غاب عنه سنوات ولم يعد إليه إلا في عام 1827م حيث جاءه بنص اللوح المقدس ليقوم بترجمته إلى اللغة الإنجليزية ويصبح كتاب المورمون المقدس الذي اعتبره تكملة للعهد القديم أو التوراة، وأرشده إلى كتاب المورمون المكتوب على ألواح ذهبية باللغة المصرية القديمة المعدلة، وهذا الكتاب مدفون في تل كيومورا بالقرب من بالميرا بضواحي نيويورك، وبجواره الأوريم والتميم التي ستساعده على الترجمة… زار جوزيف المكان واطلع على الأرواح ولكن مورونى الذي استمر ظهوره له أكثر من مرة منعه عن إخراج هذه الألواح الأبعد مرور أربعة سنوات… اخرج جوزيف الألواح وقام بترجمتها، في 1827م أملى جوزيف سميث هذا الكتاب من خلف ستار لثلاثة من الكتبة، ثم نشر الكتاب في 1840 م، بعد ذلك نادى جوزيف بنفسه نبيا ملهما وأباح تعدد الزوجات.. والتف حوله الكثيرين، ولكنه لم يكن شخصا سويا هو ووالده، لهذا تقدم 62 شخصا من جيرانهما بشكوى ضدهما حتى أن كثيرين من أصدقائه قد تخلوا عنه، وبدءوا يكشفون انحرافاته في الجريدة التي تصدر في المدينة.. ثار ضدهما جوزيف سميث واستطاع بطريقة ما أن يحصل على أمر من مجلس المدينة بهدم مكان طباعة الجريدة، فتقدموا بشكوى ضده إلى حاكم الولاية الذي أمر بإيداعه السجن هو وأثنين من أتباعه لحين محاكمتهم، وفي 1843 أدعى جوزيف سميث بأنه قد تلقى إعلانا إلهيا بتعدد الزوجات. فثار عليه أهل المدينة وهاجموا السجن وحدثت معركة قتل فيها جوزيف وله في العمر 39 عاما. .
من مقدمة الكتاب
ومن الجدير بالذكر إن بعض المصادر تشير بأن المورمون يتزوجون أكثر من امرأة واحدة والسبب كان أنهم يحاولون إنجاب كثير من الأولاد حتى تلد أحد النساء المسيح الآتي إلى الأرض..
وقد جاء في مقدمة كتاب المورمون ما يلى هذه كلمات النبي جوزيف سميث عن ظهور كتاب مورمون
في مساء اليوم الحادي والعشرين من شهر سبتمبر 1823 م… أخذت أصلى إلى الإله القدير… وإذ بي ألمح نور يتجلى في غرفتي، وإذا بالنور يزداد لمعانا حتى توهجت الغرفة بما يفوق ضوء الظهيرة، ولم يلبث أن ظهر شخص بالقرب من فراشي مائلا في الفضاء لا تلمس قدماه الأرض. وكان الشخص يرتجى ثوبا فضفاضا… وكان ثوبه منحسرا عن يديه إلى ما فوق المعصمين بقليل.. وكان الثوب مفتوحا واستطعت رؤية صدره… كان شخصه محاطا ببهاء ومجد يفوقان الوصف، وكان محياه خاطفا للأبصار كالبرق تماماً لا عجب لأن الشيطان يستطيع أن يتشبه بملاك نوراني ….ودعاني الشخص بأسمى وأنبأني بأنه رسول إلى من حضرة الله وأن اسمه مورونى… وأخبرني بوجود كتاب منقوش على صفائح ذهبية.. كما قال أن الكتاب يحتوي على ملء الإنجيل الأبدي الذي علمه المخلص لهؤلاء السكان القدامى يقصد سكان أمريكا القدامى . وأنباني أيضا أنه يوجد مع الكتاب حجران في قوسين من الفضة، وأن هذين الحجريين مثبتان في صدره ويعرفان بالأوريم والتميم… أن الله أعدهما لترجمة الكتاب… ثم نهاني عن إظهار الصفائح، وعلى اثر هذا الحديث رأيت النور المنتشر في الغرفة قد بدا يتجمع ويلتئم حول محدثي مباشرة، وظل النور يتضاءل حتى عاد الظلام إلى الغرفة… ولم ألبث أن رأيت نفقا قد امتد إلى السماء، واخذ الشخص يصعد فيه حتى توارى عن نظري تماما ثم ظهر هذا الشيطان مرتين متتاليتين في نفس الليلة يكرر عليه ما سمع .. لم يكد الرسول السماوي يمضى عنى للمرة الثالثة حتى صاح الديك، وبعد برهة نهضت من فراشي انصرفت كالعادة إلى الأعمال اليومية الضرورية، ولكن حين أقدمت على العمل وجدت نفسي منهك القوى كأني عاجز تماما، أما أبى قد لاحظ أن بى علة فأمرني بالعودة إلى المنزل..ولكن قواي خارت حين حاولت اجتياز السياج والخروج من الحقل حيث كنا، فارتميت على الأرض متهالكا متخاذلا وقضيت فترة من الزمن فاقد الوعي لا أشعر بشئ هل ظهور رسول من الله يترتب عليه هذه المتاعب؟ واذكر أن أول ما تنبهت إليه حين عدت إلى رشدي كان صوتا يحدثني مناديا اياى باسمي، فرفعت نظري ورأيت نفس الرسول… وكرر على سمعي جميع ما أنهاه إلى في الليلة السابقة وأمرني بأن اذهب إلى أبى وأن أطلعه على أمر الرؤيا.. فأذعنت للآمر، فغادرت الحقل وقصدت إلى المكان حيث كانت الصفائح كما ذكر الرسول… وفي الجهة الغربية من هذا التل على مقربة من القمة كانت الصفائح في صندوق من الحجر، وقد استقرت تحت صخرة ضخمة… وبعد إزالة التراب جئت بسارية واتخذت منها رافعة.. فارتفعت الصخرة من مكانها، ونظرت داخل الصندوق فإذا بى أشاهد الصفائح والأوريم والتميم والصدرة، وكان الصندوق الذي يحويها قد شكل من أحجار رصت في نوع الملاط، وعندما حاولت إخراجها منعني الرسول عن ذلك وذكرني أن وقت إخراجها لم يكن قد حان بعد، وما كان له أن يحين حتى تنقضي أربع سنوات… لكنه أمرني بالعودة إلى ذلك المكان في نفس اليوم من العام التالي… لذلك صرت اذهب إلى ذلك الموضع كلما انقضى عام… وكنت كلما ذهبت أجد نفس الرسول هناك.. وأخيرا حان موعد الحصول على الصفائح والأوريم والتميم والصدرة، وذلك أنى في اليوم الثاني والعشرين من شهر سبتمبر 1827 م قصدت كعادتي في نهاية عام آخر إلى المكان حيث كانت الصفائح مودعة فسلمتها إلى نفس الرسول بعد ترجمتها بمقتضى الاتفاق سلمتها إليه وهى ما زالت في عهدته اليوم إلى اليوم الثانى من شهر مايو 1838 .
/4/2012 Issue 4177 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4177 التاريخ 18»4»2012
AZP07