مبدع هذا انه وهذاك انت يستذكر مسيرته بالدموع:
مشروعي المقبل يستند إلى قصيدتين من القريض
بغداد – خولة العكيلي
يبقى المبدع رمزا على مر السنين يسطر اعمالا ناصعة للاجيال الحاضرة والمقبلة تشكل لهم قاعدة رصينة للانطلاق منها نحو الافضل لترقى وتزدهر بها بلاد الرافدين ولتتصل حضارة الاجداد بحضارة الاحفاد ليكون عراقا متحضرا قويا ينهل من عطاء المبدعين ومنهم الملحن الكبير طالب القرة غولي الذي جسد بالحانه الحب والشوق والعشق الذي اغترفه من موطن الفن والسياسة التي تشكل ابرز سمات مدينة الناصرية مسقط راسه ومرتع صباه وشبابه توجه القره غولي الى بغداد ليحقق حلمه حاملا الامة واحزانه التي يخفيها وراء ابتسامة عذبة وروح دعابة احبها فيه اصدقاؤه وزملاؤه وجسدها في الحانه باختيار الكلمات التي تلامس دواخله ليتمخض عنها اروع الالحان في حقبة زمنية ذهبية سطرها القرة غولي ليشهد لها التاريخ.
هو قيثارة سومرية تطربنا في كل حين بالحانها المتجددة التي نلمسها في حاسبينك وجذاب وحن وانه احن وحسبالي والقائمة تطول (الزمان) التقت ذلك العملاق في رواق ثقافي لتجري معه حوارا عن نشاطه الفني.
{ هل لديك اعمال فنية جديدة؟
– لدي مشروع غنائي لقصيدتين من نظم الشاعرة العراقية والصديقة وئام ملا سليمان المقيمة في السويد التي اعطتني مجموعة من القصائد انتقيت منها واحدة تتحدث عن الغربة والحنين للوطن.
{ ماذا تقول ابياتها؟
– يقول البيتين الاوليين من احدهما:
ابغداد قد شهرزاد تنام
اذا صاح ديك يداني فجرا
ولكنني في المنافي انتظرت
فلا الديك صاح ولا الليل اسرى اعجبتني المشاعر التي في القصيدة عن الغربة.
{ متى كان ذلك؟ وهل لحنتها ام بعد؟
– حصلت على تلك القصائد في سفرتي الاخيرة الى السويد وقد اكملت الحان القصيدتين وفي غضون ايام ساعمل على تسجيلهما.
{ اين سيتم تسجيل القصيدتين؟
– في ستوديو خارجي في العاصمة بغداد.
{ هل اخترتم المطربين اللذين سيكون من نصيبهما اللحنين؟
– لم اقرر بعد لمن اعطي كلاهما لان القصيدتين هما من الشعر القريض الذي لايمكن ان يؤديه ايا كان لانه يحتاج الى نطق سليم واجادة في اللفظ ومخارج الكلمات والطبقات الصوتية لذا ارجات الاختيار الى ما بعد تسجيل اللحن.
{ عند اختيار الكلمات واللحن هل تقصد شخصا معينا تغني له؟
– ليس بالضرورة ان اقصد شخصا معينا انما في بدايات ظهوري الفني كانت الحياة قاسية وكنت ملحنا جديدا ولظروف اسرية معينة كنا نحاول انا وزملائي فكانت الاغاني في حينها تعبير عن مكنون حالتنا النفسية.
{ هل لك اغان خاصة بك لم تعطها لاحد؟
– اختار لنفسي بعض الاغاني ولا اسمح لاحد ان يغنيها احساسا مني انها خاصة لي وحدي ومنها هذا انه وهذاك انت واغنية روحي.
{ كيف يكون اختيارك للحن والكلمات؟
– ليس لدي اغنية تنطق عن الهوى انما هي بنت لموضوع حرصا مني على وصولها الى المتلقي انطلاقا من مقولة ما يخرج من القــــلب يصل الى القلب.
{ بمناسبة القلب ماذا فيه اليوم؟
– قلبي ما زال يدق دقات جديدة واخرى قديمة تزداد قوة شيئا فشيئا.
{ اذن انت الان في حالة حب جديدة؟
– انا حاليا متزوج وزوجتي ليست من الوسط الفني انما هي متخصصة بالمخطوطات وتعمل في دار الاثار العراقية.
{ بماذا تشعر وانت تستمع لحصيلتك الفنية الابداعية؟
– اقابلها بالدموع لانني اتذكر الحالة الفنية وكيف كنت الحن ببساطة متناهية دون صعوبة واذكر مرة انه قد طلب مني ان اسجل لجنا في اليوم نفسه وقد حضرت الى الاستوديو الساعة الثالثة والنصف ولم اكن قد هيأت اللحن الذي من المفترض تســـــــجيله الساعة الرابعة عصرا لكن وبنصف ساعة انهال علي شلال من الحان واكتمل اللحن.
{ ماذا تقرا من الصحف؟
– اقرأ جريدة (الزمان) بانتظام لكن وضعي الصحي الحالي يحول دون حصولي عليها بيسر لانني لا استطع التنقل بسهولة ولا اجد من يوصلها لي يوميا لكنني من قرائها كونها جريدة رصينة وتهتم بالجـوانب الثقافية والفنية.
AZP20