مؤتمر بلا بيان ختامي – كامل الدليمي
حبسنا أنفاسنا ، ونحنُ ننتظر على أحر من الجمر ، ما سوف يتمخض عنه موقف مؤتمر القاهرة بشأن غزة ..
وفي الوقت الذي تتجه فيه انظار المسلمين والعرب نحو القاهرة حيث يتصدر المشهد قادة العرب كلُ يحمل نياشين الشجاعة والنصر الذي حققهُ عبرَّ تاريخه الحافل ب الـ …..
فوجئنا بانتهاء المؤتمر دون بيان ختامي !!
خيبة آمل جديدة تُضاف الى خيبات إملنا التأريخية ونحنُ نتابع بشغف ساحة المنازلة الاعلامية او الحربية التي سيتمخض عنها مؤتمر قادة العرب بالقاهرة !!
او ماسبقها من مؤتمرات !
لكن للاسف
«تمخض الجبل وولدَّ فأراً «
يا لخيبتنا وسوء تقديرنا برجالٍ نعرفهم لكن حسبنا ان الدماء التي سالت على ارض غزة قد حركت ضمائرهم !!
لكن للاسف اليوم تعلمت درساً في النحو ان
«ضمير العرب مستتر «
ومُغيب وفاقد الاحساس ..
كلماتهم مُختلفة ، وأرائهم مُبعثرة ، وجميعهم ينظر الى الاخر وكأنهم «اعجاز نخلٍ خاوية «
صهوة المجد
خرج لهم ابن العراق ، وفارسٌ يمتطي صهوة المجد ، وبين حناياه يحمل احلام ومشاعر وعنفوان العراق والعراقيين ، ليصولَّ ويجول في ساحة المؤتمر ويقولُ كلمة الفصل ، مُعبراً بشجاعة الفرسان ، ومروءة العرب الاقحاح ، عن عمق جرح العراق حول مايحدث في غزة ، وعن رأيهم الصائب في وضع حد للعدوان الغاصب ، وللعنجهية الصهيونية التي تمادت في غيها ، وانا اترقب وجوه قادة العرب وهم يستمعون للاخ محمد شياع السوداني وكأن على رؤوسهم الطير يرقبون يوم القيامة ، خائفين مرتجفين ، ابصارهم شاخصة ، من هول الموقف وزلزلة الكلام ، لم يكن شياع ممثلاً لنفسه ، بل كان يتحدث بحجم العراق ، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً ، بل بحجم تضحيات العراق عبرَّ سيرة القضية الفلسطينية واستعداده الدائم لتقديم المزيد ، وجدتهُ اسداً يزأر في عرينه ، ولسان حاله يقول هل من منازل ليشاركني ساحة الوغى والشرف للدفاع عن غزة واهلها ، فكان الصمت سيد المشهد ،بل وتسابق الجميع لالتقاط الصورة التذكارية ، بعدَّ ان نزلوا من مسرح الكذب والخنوع ، فأبى ان يقف بينهم ، وكان يتمنى ان يقف معهم ليدافع عن غزة وعلى ارض فلسطين ..
لم نتفاجأ بكم ، وبمواقفكم البائسة ايها القادة الافذاذ ، لكن تمنياتي منكم ان تنزعوا نياشينكم من على صدوركم ، فمن يستحقها هم اطفال غزة ، من لبسوا اكفانهم استعداداً للموت ، وكتبوا اسمائهم على ايديهم كي يتعرف اهلهم على اشلائهم ان كتب الله لهم الشهادة ..
عودوا لاهلكم سالمين ايها القادة ..
فلغزة ربٌ يحميها ..
ولو كانت الغيرة تُباع او تِهدى لاهديناكم من غيرة اطفالنا ونسائنا علَّها تشكل لكم محركاً للضمائر النائمة ..
شكراً دولة الرئيس كنت القوي الأمين ، وشعبك من خلفك الذي باع الدنيا من اجل شراء رضا الله وطلب الشهادة في سبيله لتحرير المسجد الاقصى مسرى رسول الله (ص) ، أولى القبلتين وثالث الحرمين.