لمناسبة انتخابات 11/ 11 .. العراقيون وسيكولوجيا التماهي – قاسم حسين صالح

لمناسبة انتخابات 11/ 11 .. العراقيون وسيكولوجيا التماهي – قاسم حسين صالح

التماهي (حاجة نفسية مولع بها العراقي ) بصاحب اعتبار سياسي وهيبة اجتماعية ،فضلا عن أصوات من يعتقدون بجدارته وأصوات اليائسين من تغيير الحال الذين يعطونها على طريقة “ الشين التعرفه أحسن من الزين المتعرفه “. واذا كانت القوة السياسية الداخلة في الانتخابات على رأس السلطة الحالية او مشاركة فيها ، فهذا يعني أن المرجعية الدينية راضية عنها او غير معترضة عليها . أما المرجعية العشائرية فان تاريخها يحدّثنا أنها مع من يمتلك السلطة والمال ومن تكون ( اللقمة معه أدسم ).

وعلى أساس هذا التحليل سيكون ترتيب الفائزين في الانتخابات المقبلة ، وفقا لامتلاكهم أو حجم رصيدهم في اللاعبين الأربعة ( المال والسلطة والمرجعيتين العشائرية والدينية ).. فيما يظل الوطنيون النزيهون والنخب السياسية المثقفة ينحتون بصخرة الناخب العراقي ، التي هي عند غالبية من يقرر الفائز ، تظل عصية في المرحلة الحالية ، وان سيكسبوا تقدما ملحوظا في الانتخابات المقبلة ، سببه الرئيس :شعور الناخب العراقي بخذلان من انتخبهم الناجم عن انفعال الحيف أكثر من التطور في الوعي . وسيكون بامكان القوى الوطنية والعلمانية تحقيق نتائج أفضل لأن الحالة السيكولوجية للجماهير الشعبية التي أوصلت من أنتخبوهم الى السلطة تشير الى تراجع أقبالهم في الانتخابات المقبلة ، لكن قادتها لن يفعلوا لأن معظمهم مصاب ب “تضخّم الأنا” يحول دون توحّدهم في بديل منقذ.

ان ما يجري في الشأن السياسي العراقي بعد التغيير خضع وسيظل يخضع لقوانين اجتماعية – نفسية . فأسباب المرحلة السابقة انتفت اوضعفت بتحقيق نتائجها التي أفضت الى أسباب جديدة للمرحلة المقبلة ،ستضعف في نهايتها لتؤدي نتائجها الى أسباب جديدة للمرحلة التي تليها ، وهكذا في عملية تطور مستمر ما لم يحصل انقلاب يطيح بالنظام القائم ، وهو أمر صار مستبعدا في المستقبل المنظور. وكما تحكّمت “ سيكولوجيا الاحتماء “ في مرحلة الانتخابات السابقة ، تتحكم الآن “ سيكولوجيا الاحتواء “ في مرحلة الانتخابات الحالية.

 مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

مشاركة