لك اللّه يا هذا العراق

لك اللّه يا هذا العراق

سبتي الهيتي

بكيت من  الســـبعين , ما جد بعدهــا

جديد ، ولم يحلو بعينيي طــارف

   وما همني من بعدهــا غيــر ســــاعة

  أرى الله في قلبي، وما انا خائف

   فما اســـرفت نفسي على نفســـها ولا

 رضيت لقلبي الذنب ، وهو يقارف

   ولم اعط من أحببت بالحــق موعــدا

وتخلفه عني ولست اخالــــــــف

فميزة أهــــــل العشـــــق ذوق مؤدب

   وقول جميــــــل للتــــودد كاشـــف

   ولكنها ألايام تمضــــــــي ســــــريعة

   فتجحف منا من يــــغار ويأنــــــف

ولم تجزني السبعون ســوى الاســـى

 وعينين من جفنيهما الدمــع ذارف

   وقلبٍ من الحرمـــان ، والهم صــــابرٌ

وروحٍ تناجي حلمها وهي عاكـــف

   فقــد زادني حــــب الفـــرات ونخلـــه

غنى فيه يستغنيعن العود عازف

   والهمنـــي مجد العــــــراق ، وحبــــه

بهاءاً يمني النفس وهي تجازف

   لأرســــم بدرا مثل وجــــه حبيبتـــــي

  اريح به قلبــي اذا البـــدر يأزف

   واصغي وفي صدري تنوح حمامــــة

تخــاف عليها اهتـي  والتأفــف

   وتذكر في صوت النواعير بؤســــها

وتبكي على الأيام مثلى وتأســف

   فلم تتــــرك الأيــــام لي غير خافــقٍ

 يناشد اشواق الصـبا ،ويهاتـــف

وتمضي بنا الأيــــام ســــودا فعالــها

اذا هي لم يغضــب عليها المجانـف

   وقد ســــلبت من أهلنـــا امن دارهم

    فجالت مشــــاوير وصـالت زعانف

   وبات ســـراة القــوم فينا اذلهـــــــم

   واكثرهم نبشـــــا لما هـو ســــالف

فهم ابعـــدوني عن هواهــا ولم تزل

تُهيج الاماني صوتها والعواطــــف

وهم منعوا صوتي بها وهو صادح

وبوح فؤادي وهي كالسيل جــارف

وهم انكروا حـــبي لها وهـــي امــة

عراقيــــة ماروعتـــها الزواحــــف

وابكي عليـــها والمصــيـبات لم تزل

بها تصطلي روحــي وقلبي خائــف

   فلم تشـــــهد الأعـــوام بعد ربيعــها

سوى القحط بالخير العميم يجاحف

   ولم ار فيها منذ عشــــر تقطعـــــت

   سوى الناس من فرط الضياع تناكف

   وما ذكرت عيني من الامس ساعـة

 بها الصحو ماجارت عليه العواصف

   وماســـمعت اذنيعلى القرب قولة

     من الناس الا المشتكى والمخاوف

   فما كان فيما يزعــــم البعـــــض انه

 ربيع سوى ظلم على الحق زاحف

فكم عصفت في ســــاحة العرب فتنة

يحركـــها زعم من الديـن زائــف

   وشــر قديم حيـــن يخفيــــه اهلــــــهُ

   يبوح به حقد على العرب ســالف

   وتفضحـــه نار على القدس كلـــــــما

    تزيد اتقــادا ســـابقتها القذائـــف

فتلقي بها نار  البراميــــل جمرهـــــا

على مدن دكت حماها المشــارف

 لتحـــرق كل الأبريـــــاء وجلهــــــم

   سراة لهم ظل من القــــدر وارف

   وهم طينـــــةُ الله التي من نقائـــــــها

  تبســـــــم وجـه الله حياً يلاطـــف

   لك الله يا هذا العـــــراق فلـــم تـــــزل

  تنام على جمـــرٍ وجرحـــك نـازف

   وتصحـــو على هـــول النهـــار مكبلاً

 بخيبة شـــعب من مصيرك خائـــف

   فقد عميـــــت  فيــــك العيـــون لانها

 تهادن من يبغــــي بها وتحالــــــف

   تغــض عن الغازين ارضـــــك طرفها

  لتفتـــك في سنجار عنها القذائـــــف

وتنصر بالشــــــام الجريحـــــة ذئبها

   وعن نصرة الانبــــــار تأبى وتأنف

فلا تذكر القــدس الشريف وقد غدت

منازل تدمــــي اهلهـــنَ القواصــف

ولا الموصل الحدباء، تسبى نســائها

وتســـلب منهن الحــــلى والمطارف

   ويهجـــر اطفـــال العراق ديـــارهم

 وقــد طالها عصــف من النار قاذف

   فــكم يا عــــراق المبدعين تقطعـت

 بأهليك أســـباب الرجـــــا والعواطف

   وكم جار شر الناس فيك وكم عدت

 على الفقــراءالمعدمين العواصــف

   تخــــرب في طوفـانــها كـل بلــدةٍ

أتيــح لاهليــــها مجيـــر ونـــاصـف

وتجبر من كســــر الزمان فلم يعد

 ليومك شـــــهم بالحــياة يجـــــازف

   يرد على ظلم الطغــاة وجورهـــم

وقد بدأوا حشــدا على الحق زاحف

   وباعـــوك بالأدنــى وأنـت عليٌهــم

ورايــــة قــوم ماعلتـــها العــوارف

   فينصــــر اهـل الحق ما عاد منزل

 لهـم بيــن أطراف المدائــن واقـف

   فقد امســــت الانبـــــار مثل خرائب

 يصــول بها مــوت ويمرق خاطــف

فقد خلت الاحيــــاء من كل أهلـها

  وهجــرهم منــــها ظلـومٍ وجاحـــــف

   وباتو شتاتاً ليس يجمع شــملهم

  على الود دار دونها الموت عــــازف

   فلم يبق لِلأحياء اهل ومنصــف

 وهل تنجب الفوضى من الاهل منصف؟

   فأن لم يكن للحق صوت وســامع

 فأكثرهم عن حرمــــة الحــــق لائـف

   وعن حرمة الانسان وسط عراقـه

  وما ذله في شـــرع ســــرجون ناثف

   مشيرا الى الزوراء وهي حبيسة

 وقد عافها من خيبتــــه المواقــــف

   فقدر طالها الاغراب من كل ملــةٍ

 يحركهم جهــل من الديــــن زائـــــف

   فكم ازهقت روح ببغداد واكتوت

بنيران هولاكــــو العنيـــد الســوالف

   وكم أحرقت للمـــرة الاف غـــزة

بحقد بغــاة لم ترعــها المصـــــاحف

   وخرب ارض الشـــام كيد بأهلها

  وجهـــل بأرواح الشــــباب يجـازف

 وخيم في الأقصى جناح غمامة

 وفرق أهــــل الرافديــــن التخـــــــالف

وفي تونـــس الخضراء حلق طائر

 على النيل في شطئانه البحــر عاصــف

 وهيج بين النهر والبحــر امـــةً

     ربيــع على الصــحراء بالشــر هــــادف

   ليشهد في وضع النهار زماننــا

  بــلاداً يروعـــها الردى والعواصــــف

   فيهنأ شــــعب الله بالأمن وحــدهُ

  وتحرق في قدس الســـــلام المصاحف

   ويمكر شــــر الناس فينا ويدعي

          بتقواه شــــرع ثابــــت لايخالــــــــف

   يمـــــن على المســتضعفين بأنــه

وكيـــل ، وبالدين المشرع عـــــــارف

   لك الله يا هذا العـــــراق فلـــم تـــــزل

 تنام على جمـــرٍ وجرحـــك نـازف

   وتصحـــو على هـــول النهـــار مكبلاً

  بخيبة شـــعب من مصيرك خائـــف

   غزت ارضه ســــود الذئاب يرودها

       مع الجهـــل غلواء من الدين زائـف

   فألقت على الخابــــور كفــــاً مدرعاً

  وأخر من أعلى فراتــــك غـــــارف

   فأحرقت الأشجار من عصف نارها

 وغارت على الأطفال منها القذائف

   وفي سفح سنجار علت مثل غيمةٍ

 وغولٍ مخيفٍ خلفه الموت زاحــف

   فلم يبق في الحدباء بعد اقتحامــها

 وقد أقفرت الا الصــدى والملاحـف

   فصـــار ترابــاً قبـــر يونـس مثلما

  غدا قبـر شـــيتٍ وهو ياسىوياسف

   وباتتقرى الانبار من دون أهلها

مقابر في أرجائها الليل دالف

ومن خلفها صوت المساجد مثلما

 بها يجهض الموتى وتبكي المناسف

   فيتقـــص منها بالبراميــــل قاتـــل

   دعي بحــــقً وهو بالوهــم عاكــف

   يُهجر في فلوجةِ العز ناســــــها ..

 فيرهــبَ في أطفالهـــم من يجــازف

   ويكتمُ صوتُ العامريــــة لو عــلا

على كل باغ في الزمـــان يصــــادف

   فلله ديــــن الله ما دام ظلـــــــــــه

     وبالقيصر المنصـــور تزهو المتاحف

   لك الله ياجـــرح العراق ولم تزل

     بقلبـــي تدمــى وهو بالقيــد راســف

   وتنزف من عشـــــر مضين ثقيلة

     بها ندفــن الموتى ووحــــدك واقــف

   فما راعك الموت الزؤام بســـوقه

   بأنيابـــه غــول على الأرض زاحــف

   تدوس على عيــن الفرات يمينــه

   ويســــراه منها رمــلحمرين عاصف

وقد خدشــــت انيابه خـــد نينــوى

 وروع (متـــى) ديـــره وهو عاكـــــف

 وســـلم جيـــش المالكين زمامها

 ووجــــه ابـي تمام اســــود كاســـــف

 فقد ذرفت ام الربيعيــــن دمعــــها

  دمــــا غــص فيه قلبها وهو راعـــف

   وعــاد لبغــــداد الجريمــــة جندها

    بوجـــــه كســيف ماله اليوم واصــف

   فقـــد رفرفت رايات داعـــش كلها

بســــنجار حتى ما علتها المشـــارف

   وماكنت ترضى يا العراق لجيشنا

-وان  خانـــه من خان- تلك المواقــف

 فما كان دامـــي الباب يوم تقابلوا

       بصفيــــن يرضى ان تذل المصـــاحف

   وتغدو الصبايا والشــباب غنائماً

     واطفالنــــا غرثى من الـــــذلتانـــف

   وقد نفقت مثل الطيور من الظما

 وقد يبســــت من جوعـهن المراشــف

   وترفض ان يســبى العدو بيوتنا

  ليســـلـب من احرارهـــن الشراشـــف

   وان يلحق الناس الأذى بديارهم

  وهم أهلــها مهما اســـتبد المخالــــف

   فهم ملح هذه الأرض مهما تقطعت

    بهم ســــــبل الدنيـــا وقـل التــعارف

   وهم اهل هذي الدار منها امامهم

على ،وبالاســــــلام والعدل عـــارف

   وانـــت لك الله العظيــــــم فانـــــه

    على كــل شـــبر من حدودك طائــف

   وفي كل بيـــت فيــك نور وخـافق

تســـــر  بهثكلــــى ويأمــن خائـف

   واســـــمعه بيـــن الفرات ودجــلةِ

على النخـل بين الروضتين يهاتـــف

   يقول ســــلاماً ياعـــراق فلم تعـــد

 تنام على جمــــر وجرحـــك نـــازف

والف ســـــلام انت مجد عروبــــةٍ

  ورايــــة دين ما علتــــه المصــارف

مشاركة