لقد بلغ السيل ..

لقد بلغ السيل ..

لقد بلغ التمادي والتطاول على قيم ومرتكزات المجتمع مستويات لم يبلغها في أي مرحلة من مراحل العراق السياسي والاجتماعي من تأسيس العراق الحديث في عشرينات القرن الماضي حتى هذه السنوات التي اصبح فيها التطاول على رمزية الثوابت والقيم بطولة ومحط حوارات ومناقشات المجتمع بعيداً عن الادانة والاستنكار حتى وصل الامر للاعلام المرئي والمسموع الذي يتناول ويطرح هذه الامور لحديث دون وجود المتخصص او المعني نفسه او من يمثله.

وما يحدث في اذاعات العراق الديمقراطي من طرح غير منضبط لامور التربية والمدرسة وما يحصل من طرح سطحي وغير دقيق يمثل القدرة الثقافية للمتحدث وحتى مقدم البرنامج وسياسة الاذاعة او القناة التلفزيونية اذ يتم طرح موضوع تربوي على المواطنين لإبداء الرأي وتحليل المشكلة من وجهة نظر المواطن والقصد الوحيد هو الاثارة ونسمع الآراء التي ما انزل الله بها من سلطان وتعدد طرق ووسائل التطاول اللفظي وذكر حوادث فردية لايجب ان تُعمم ونسى الجميع ان الفضل الاول على المواطن والمذيع والمؤسسة الاعلامية هو الله والعراق والمعلم  ونسي الجميع ان الكفاءات الموجودة داخل البلد من الاطباء والمهندسين والضباط وكافة السياسيين وحتى رجال الدين هم نتاج فكر وجهد المعلم الذي لولاه لعم الجهل والظلام .

اننا ندعو لاعلام منضبط واعٍ يثير موضوع يلم بكافة اركانه الانسانية والوطنية والتربوية  اعلام مبني على ركن التربية ولايستهدف كسب المستمع او المشاهد من خلال فسح المجال للمتطاولين  حتى اننا تابعنا بعض المقدمين الذين لايقال عنهم سوى بؤساء يطرحون مواضيع حول المدرسة او التربية بطريقة ساخرة تنم عن خوائهم وجهلهم امام المعلم .

ان واجب الاعلام الوطني والانساني والتربوي هو تثبيت القيم الاخلاقية والمشتركات الوطنية والابتعاد عن هدم المرتكزات الدستورية للعراق . ان الموجودين في بعض وسائل الاعلام لايهمهم ان يكون السياب ونازك الملائكة والجواهري معلمون  ولايعون ان محمد وآل محمد وصحبه الطيبين الطاهرين وكل الرسل والتابعين يحملون رسالة التعليم والتنوير ورسالة التسامح والمحبة والمساواة واليوم المعلم العراقي حامل رسالة الرسل والانبياء والعظماء من افذاذ التأريخ العراقي المجيد فهو رغم الاصوات النشاز الصادرة من البعض الا انه يحتضن ابناءه بحب وود.

نأمل ان تتوقف هذه الاعمال واذا ما اُثير مثل هكذا موضوع فلا يكون الا بحضور الممثل الشرعي للنقابة وحضور المختصين من اصحاب الشأن لأننا نعرف ان الاُصلاء من اعلاميي العراق الوطنين المخلصين هم الذين يثبتون في الميدان وسيرحل سريعاً كل طارئ على الوسط الاعلامي الاصيل.

ناصر الكعبي – بغداد

مشاركة