اعذروني ..
لا اعرف .. من اكون ..
هكذا خلقت ..
ومن اين جئت ..
وكيف ولدت .. لا ادري ..
ومن هي امي ..
ومن هو ابي ..
ايضا لا ادري ..
هكذا وجدت .. نفسي ..
بلا تاريخ .. بلا اسماء ..
لا اعرف شيئا ..
ولا افقه شيئا ..
طفله تنقلت .. بالاحضان ..
من مكان .. الى مكان ..
حتى كان .. المستقر والمكان ..
عند عائلة .. لها تاريخ واسماء ..
واصبحت ابنتهم ..
واخذت منهم .. التاريخ والاسماء ..
وترعرت بينهم .. وكبرت .. وتدللت ..
وللمدرسة ذهبت ..
والحرير والذهب .. لبست ..
ومر عام .. وجاء عام ..
وانا لا ادري ..
ولا اعرف غيرهم ..
فهم اهلي .. وكل دنياي ..
وكنت اسمع ..
همسات وهمسات ..
من افواه الاقارب ..
وبعض الاصدقاء ..
وكنت اسأل ..
لم الهمسات ..
ولماذا العيون ..
ترمقني بنظرات ..
لا اعرف لها معنى ..
فكلها الغاز .. في الغاز ..
فكانو يقولون لي ..
انها نظرات .. ليس فيها الا ..
غيره وحد .. لاتبالي بها ..
وكبرت ..
ومن المدرسة .. تخرجت ..
وتكورت عندي .. الاشياء ..
واصبحت .. يافعة ..
ومن احلى .. البنات ..
وتم تسفرينا ..
وضاع كل شئ ..
حتى الدار ..
ولم نأخذ معنا ..
سوى التاريخ ..
والاسماء .. وانقضت ..
اعوام واعوام ..
في عذابات الغربة ..
وعشنا الحرمان ..
بعيدا عن الوطن .. والخلان ..
حتى كانت عودتنا ..
لاحضان الوطن ..
وفقدنا الاحبه ..
في ديار الغربة ..
فلم يبقي لي ..
غير امي ..
من كل الاسماء ..
واعيد لنا بعض ..
الذي ضاع ..
وياليتني ..
ماحصلت شيئا ..
من الذي ضاع ..
بعد ان كشفت ..
اني ابنة بالتبنى ..
ليس لها تاريخ ..
ليس لها اهل ..
وليس لها ميلاد ..
حاولت جاهدة للحصول ..
على خيط ..
ولكن لم احصل ..
الا على سراب ..
لا اعرف من الدنيا ..
غير ام ..
اما مدينة لها ..
بالحب والولاء ..
والشكر والعرفان ..
على مافعلت ..
من اجلي ..
من تضحيات ..
ووهبني الله ..
زوجا وحبيبا ..
لفني بحنان ..
وشملني واطفالي .. بابوة ..
حتى نسيت .. الاهل ..
والتاريخ والميلاد ..
وساكون شمعة ..
لأغير الدرب ..
لأمي وزوجي ..
والاولاد .
فدمت لي يا امي ..
العزيزة .. واسلم لي ..
يا ابا صقر ..
يازوجي الحبيب ..
واسلموا لي يا اولاد ..
فانتم جميعكم .. لي ..
كل تاريخي .. والميلاد ..
محمد عباس اللامي – بغداد