كل شيء بثمن

كل شيء بثمن
ما بالك يا صاحبي..
كل شيء هنا.. بثمن..
الشرفات.. الابواب.. الشبابيك..
ويختلف الثمن..
باختلاف.. الاشكال.. والالوان..
وما بين.. القديم والحديث..
والكبير والصغير..
فلك ان تختار.. ما تريد..
فكل شيء معروض.. للايجار..
فالساعة هنا.. يا صاحبي..
بالاف الدنانير..
والدفع مقدم..
وان تخطيت الباب..
ودفعت ما عليك..
ستجد عالما غريبا فريدا..
اجساد طرية.. وخمور
منهن الصغيرة والكبيرة
المليانة والضعيفة
عاريات السيقان والصدور
السمراء والشقراء
وجوه ملطخة.. بكل الالوان..
فيهن جمال.. خلاب..
لا تعرف.. من تختار..
فواحدة احلى.. من الاخرى..
كلهن حسان..
فيهن ما يثير.. الاشجان..
من نهود نافرة
وسيقان كالعاج..
وارداف.. مليانة
بيضاء بلون القمر..
وان دخلت.. في اعماقهن..
وجدت مآسياً..
وقصصاً وحكايات
من عجائب وغرائب..
هذا الزمان..
منهن.. المسكينة.. والمظلومة..
ومن غرر بها.. واستغلها..
انهن شخصيات مسرحية
كل ليلة بدور جديد
وان شاهدت منها.. دورا..
فانك ستعيش حالتين..
واحدا حلو المذاق..
والاخر مر حنظل..
فالحلو منها..
ما دفعت ثمنه..
اما المر منها..
ما عرفته منها.. من حكاية..
نزلت بها الى.. الدرك الاسفل..
يبيعون بها.. ويشترون..
وياخذون منها.. ما يشتهون
وما يريدون.. من اجساد
ملفوفة طرية.. لا روح فيها..
مجردة من كل الاحاسيس
هكذا هن بنات.. الهوى..
سلع تباع وتشترى..
فالغوص في اعماقهن..
صعب..
وانتشالهن من الحضيض
اصعب..
ولكن.. لابد من محاولة..
لكسب رضا الله..
ان طهرت واحدة.. منهن..
وفزت بالثواب..
فمن الحرام.. ان يدفن هذا الجمال..
في الاوحال.. والحرام..
فهنيئاً لمن فازت منهن.. بالحلال..
وطهرت روحها.. من الاوحال..
محمد عباس اللامي – بغداد
AZPPPL

مشاركة