كتابات تساند ناظم السعود

تلك الكتب

كتابات تساند ناظم السعود

رزاق ابراهيم

عرف الاديب والكاتب ناظم السعود بطرح ومتابعة مشكلات المثقفين العراقيين، فالكثير من كتاباته ومحاضراته تدور حول هذه المشكلات، وحواره مع المثقفين يكرس لها، وبادر الى تشكيل منظمات معينة للغرض نفسه، ومن يريد ان يوثق هذه المشكلات ويدرسها، ويزيدها بالتفاصيل فان ناظم  السعود يقدم له المطلوب، ويعزز ذلك بفتح ابواب عن مزيد من المعطيات، وعن مزيد من التفاصيل.

وناظم السعود في كل ذلك لا يقدم تقارير صحفية محدودة بحقل معين وظرف معين، وذات اغراض انية وظريفة ، وانما يحاول ان يكتب  عن مشكلات الادباء والمثقفين وهم يكتبون ويبدعون، وهم يعانون من ظروف وضغوط الابداع، وهم يواجهون معوقات ومشكلات تتجاوز الواقع الثقافي الى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي ايضا.

ولان الذي يكتبه ناظم السعود يتنسب للادب، ويمكن اعتماده في دراسة الادب في مراحل معينة، ولانه ضروري في التعرف على اوضاع وظروف الادباء  فقد بادر الاديب والكاتب ناظم السعود الى جمعه واصداره في كتب معينة، ويعد كتابه (الاخرون اولا: قطوف من كتابات سائدة) من اهم كتبه في هذا المجال فهو يتالف من كتابين وليس كتابا واحدا، وهو يقدم ناظم السعود نفسه في اوسع صورة من المعاناة القاسية، وفي اوسع حالة من البذل والصمود في مواجهة هذه المعاناة ويحتوي الكتاب على شهادات لادباء وكتاب عراقيين يعلنون فيها صدق واهمية دفاع ناظم السعود عنهم، وعن حقوقهم، وعن ضرورة توفرهم على ما يستحقون من ادوار، من كرامة ومكانة، وعناوين كبيرة.

ذلك ان الذي صنعه ناظم السعود في كتاب (الاخرون اولا: قطوف من كتابات ساندة) قد يكون عملاً رياديا لم يحصل من قبل، اذ جمع بعض ما كتب عنه في الصحف والمجلات العراقية والعربية دون تدخل، وقدمه بالعنوان والمتن نفسه واضاف اليه ما يكتب هو نفسه عن عدد من الادباء والمثقفين، وهم في اشـــــد المعاناة القاسية والظرف البائس، المحزن، وفقـــدان الكثير من المستلزمات الضرورية.

وكنت اود لو ان مقدمة الكتاب تكرس لدراسة المشترك بين ناظم السعود والادباء والمثقفين الاخرين الذين كتبوا عنه مقالاتهم ودراساتهم التي احتواها الكتاب، وان تتناول المقدمة الادب نفسه في هذه الكتابات، ودورها في التاريخ الادبي والنقد الادبي، ولكن عدم تحقيق ذلك في الطبعة الاولى من الكتاب ليس نقصا كبيرا فيه، فالمشكلات التي يطرحها الكتاب ليست من معاناة ناظم السعود نفسه، وانما هي اقرب الى الظواهر العامة، ويمكن لاي باحث وناقد ان يتناولها بوصفها من الخصائص والمشكلات الادبية، وبوصفها متداخلة مع الموضوعات الادبية، وذات دور في التعامل مع لغة وبناء العمل الادبي ايضا، بل قد تعد من ابرز هذه الادوار لانها تواجه الاديب وهو يفكر في العمل الذي يريد كتابته، وهو يكتب هذا العمل ايضاً.