كبار السن مجاناً – علي كاظم
منذ يوم أمس وانا اشعر بارتفاع درجة الحرارة والم في منطقة البطن وحرارة عالية في قدمي ولا اعلم كيف مر يوم أمس وانا اعاني الوجع والضجر رغم وجود الدكتوره بلسم بنت شقيقتي ووالدها دكتور براء واتصالات الصديق اسعد سفير لا تنقطع حتى جاء في منتصف الليل ليطمئن على صحتي رغم البرد
صباح اليوم توجهت الى المركز الصحي في السيدية لاخذ مسحة والتاكد من فيروس كورونا وهل زارني للمرة الثانية أم جرعة اللقاحين التي اخذتها سابقا اصبحت حصن منيع لمقاومته , سألت احد الموظفين في المركز الصحي عن غرفة اخذ مسحة الكورونا فقال لي اذهب لقطع وصل من موظفة التذاكر
السلام عليكم /وعليكم السلام
اريد وصل اخذ مسحة كورونا
شسمك / علي كاظم
عمرك / ستين سنة
شكد مبلغ الوصل
وكان جوابها صاروخ ارض ارض عابر القارات
كبار السن مجانا . شعرت بالحزن هل فعلا انا مصنف من كبار السن
يا اللهي انا مازلت بن العشرين
اسألوا درابين بغداد القديمة كيف اتجول فيها واعرفها شبر شبر . أسألوا المتنبي وشارعه العتيد وجسر الشهداء فهم يعرفوني حق المعرفة .
أسالوا شوارع المنصور و14 رمضان والوشاش
بل اسألوا شوارع عمان والرايبة وخلدا كم مشيت في ازقتها ساعات صعودًا ونزولا وجاء صوت من داخلي لا ينفع هذا الكلام فعمرك مدون في دائرة الاحوال وفي بطاقتك الشخصية وجواز سفرك (60 ) عاما وانت ادرى من غيرك بهذه الامور فقد كنت مديرا للاحوال والجنسية وكم من امراة طلبت ان تصغر عمرها وكنت تقول لها أن الحياة ليس بالعمر وانما بما يقدمه الانسان من عطاء كفى تبريرات عمرك ستين عام
وكل ما قلته لا يغير من الحقيقة شي
ذهبت الى الغرفة لااخذ المسحة
وجدت قبلي ثلاثة نساء . واصبحت انا الرابع
وكم اشعر بالسعادة عندما اقرأ واسمع كلمة الرابع . فذكرياتي تذهب الى الصف الرابع عام وانا في بداية شبابي وكنت في وقتها احسن لاعب كرة قدم . وكرة سلة . وكرة منضدة . في ثانوية واحد حزيران وفي كل مناسبة وطنية يتم تكريمي بكأس احسن رياضي في المدرسة واكيد معي في الصفحة عشرات الاصدقاء من طلاب ثانوية واحد حزيران يشهدون بذلك
تفضل اخي وين رايح بالك صوت الممرضة التي تأخذ المسحة ، العفو اختي اي والله راح بالي لايام الشباب لان موظفة التذاكر قالت كبار السن مجانا ارفع رأسك واخذت لي مسحة خلال 48 ساعة تجيك رسالة على التلفون بعد ان اخذت المسحة ، عرفت ان عمري ستين عاما مهما حاولنا ان ننسى هذه الحقيقة.