قصة قصيرة
بيديه الصغيرتين يجمع ألعابه القليلة ليخبئها تحت سريره ويقف منتصباً لقدوم إحدى الموظفات في المأتم…منذ سنينٍ لايعرف عددها وهو يعيش في مأتم مع اطفال هم كل من يعرف وموظفاتٍ لايشبهن الأم التي يحلم بها كل ليلة.
يعرف أنه لم يولد هنا لكنه فتح عينيه على الوجود هنا …
الحنان الذي يفتقده لايشبه ابداً القوانين الملزم بها في هذا المكان ،فبغض النظر عن مايريد وعن مالايريد …فليس له الا ان يسمع ويطيع…ويفرح اذا اعطي لعبة مكسورة لطفل خارج المأتم حصل على جديدة.
أصطحبته المرأة الى غرفة المديرة ليواجه عائلةً ترغب في التبني ولم تكن هذه اول مرة له ،فكل مرة كان يصدق انه ستكون له غرفة في بيتٍ دافئ كانوا يختارون طفلاً غيره ولايعرف لماذا ،لكن هذه المرة وقفت المرأة الجالسة فور رؤيته ليرفع عينيه اليها ملاحظاً الدموع المتجمعة في حجر عينيها …
كانت تبدو كألام التي يحلم بها فدعا في سره ان تأخذه الى بيتها لتشتت كل فقدان اكتسبه هنا …
كان تواقا لمعرفة شعور الاحتواء والانتماء أن يحتويه شخص هو كل مالديه وان ينتمي الى عائلة هم كل مالديه…
لم يخب ظنه واصطحبته المرأة الى بيتها ،كان بسيطا لكن بالنسبة اليه كان اجمل من تمنايته .
أدخلته غرفةً يبدو أنها لم تُهيأ خصيصاً له فقد كانت تحتوي ثيابا والعابا لطفل اخر .
فلمح على الجدار صورة لطفلٍ بعمره ويشبهه قليلاً …
فأدرك انه منذ اليوم اصبح بديلا له وكما ستعوضه هذه المرأة عن والدته سيعوضها هو عن ابنها المتوفي.
سرور قاسم البياتي – بغداد