قصة قصيرة – سنوات النسيان**
هادي عباس حسين – العراق
بقدر الامكان حاولت ان اهدا من الامر لكن رايته متشنجا وعصبية ابنتي سهاد فاق تصوري، انها اخذت تحطم كل الاشياء التي في غرفتها، حتى ادوات زينتها التي تقضي معظم وقت فراغها تتسلى بالألوان والمساحيق التي تضعها على وجهها الذي اخذ بالذبول شيئا فشيئا، لا ادري ما اصابها من شيء جعلها ان تتصل بي منذ ان لاح ضوء النهار وبالسرعة اصبحت بجانبها الان قلت لها في صوت ام تتوسل ان لا تعاد صورة طالما كرهتها وبقيت منسوخة في ذاكرتها
ــ يا ابنتي ما الامر؟ ما بك..؟
اجابتني بعصبية وباحساس مؤلم
ــ اريد منه ان يطلقني وألان..؟
ابتعدت عتها متجهة الى الشباك ورقعت يدي الى السماء قائلة
ــ يا رب ارحمنا من هذا الطلب..؟
كان بودي ان ارف كل ما عندي من دمعات لكني قلت لها
ــ يا ابنتي هذا الطلب صعب والله يذمه ولا يريده فكيف انت وإيمانك الكبير توديه
الدموع في عينيها والحسرة تأكل قلبها اجابت
ــ يا امي ماذا اقول انا في البيت وعلى فراشي اكتشفت انه يخونني مع ابنة جارنا وبنفس بيتي لكن في غرفة الخطار…
تسمرت في مكاني وصعب علي اخراج الكلمات من فمي فنطقت
ــ انه سافل وجبان ولكن لكل مشكلة لها حل..؟
ردت علي لعلها تجد سبيلا لمشكلتها فقالت لي متأملة كلامي
ــ اين الحل .؟تعالي انظري وهذه الملابس للخائنة ام معتز، والله سأذهب بهن الى بيتها واريها الى زوجها..
امسكت بيدها بقوة وأجبتها
ــ ان اردت ان تهدمي بيتك امرا يخصك لكن اياك ان تهدمي بيتا اخر…
سألتني في عودة بطيئة وبخطى يائسة
ــ اجيبيني ماذا افعل الان وبعد ما علمت بكل الامور..
ــ ….
لا جواب عندي الخائن عليه ان يدفع ثمن خيانته ولكن لم يمضي على زواجها ألا اسابيع، بالفعل كان زواجا فاشلا منذ البداية والسبب انا قد اجبرتها بالاقتران بهذا الانسان الفاشل،حتى هذا المشتمل الذي سكنت فيه كان ملكا لها فقد سجله زوجي باسمها لضائقات الزمن وكان الزواج اهم ضائقة توقف تحقيقه السكن،كان عليه ان يحمد الله ويشكره على النعمة الفضيلة التي هو فيها الا ان الشيطان يعمي الابصار ويغير القلوب،لكن ليست بهذه السرعة،حتى قضية طلاقي من زوجي بعد سنوات عديدة حتى ضبطته مع انسانة اخرى قد خانني معها لكن بعد سنوات طويلة، لا ادري لماذا الرجال خوانون..؟ بعد الفضيحة يقطعون قلوب الازواج للعودة،لكن طلبي كان حازما وواضحا كما يتكرر اليوم مع ابنتي،اجلستها جانبي وقلت لها لأخفف عن صدمتها
ــ اين تجمعين ملابسك وتذهبين..؟ البيت بيتك وعليه ان يجد طريقه مع خائنته..؟
عادت بملابسها الى اماكنها وتنفست الصعداء وقالت
ــ اريدك البقاء معي…
لم ارد عليها لأنها تعرف الاجابة وبالتأكيد سابقى معها لأخلصها من هذا الرجل القذر، ساعات النهار ما زالت تمر ببطيء والأمور في الخارج اكثر تعقيدا من الداخل،والشمس زحفت من منتصف السماء لتزحف لنا لغروب حزين ثقيل، وبين الحين والآخر اسال ابنتي
ــ هل يتأخر دائما ولحد ها الوقت..؟
لم ترد ان تجيب لكنها قالت بصعوبة
ــ لم يتأخر لهذا الحد..؟
رن جرس الموبايل لم ترد عليه لأنها عرفت انه زوجها الخائن،سلمتني اياه فقلت
ــ نعم من انت؟
سقط الموبايل من يدي وأصبت بحالة اغماء،لم افق ال اوانا في طريقي الى المستشفى وجدتها معي في سيارة الاسعاف قلت لها
ــ زوجك مات في الانفجار اليس كذلك؟
كانت عيناها مفتوحتان والدمع ينهمر منها بينما انا اغمضت عيني وأنا اعيد سنوات عمري التي شارفت على النسيان…
/8/2013 Issue 4492 – Date 26 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4492 التاريخ 26»8»2013
AZP09