ذكرياتي 48
قرأت عشر قصائد لسعيد عقل ما بين عمان وبغداد – نصوص – عبدالرزاق عبد الواحد
كنت كثيراً ما أقرأ شعراً في المنتدى الثقافي العراقي , وكان موقعه مقابلاً لنادي نقابة الصحفيين السوريين. وفي ليلةُ أقيمت لي أمسية في المنتدى بعنوان :
لأولادي الذين رحلوا !
بدأوا يرحلونْ
آخر العهد هذا بهم يا دموع العيونُ
…
كان أكبر خوفي
أنّ عُشّي يوماً سيعرى
وتُحلقُ أطيازهُ منه طيراً فطيرا
فلماذا إذن قد بننا ؟
ولماذا زرعنا ؟
ولماذا جنينا ؟
يا دموعَ العيون ؟
كنتُ أحمي مناقيرهم
لا تعذّبُ حتى بخشنِ الطعامْ
وينامون.
أسهرُ
أرقبُ أنفاسهم في الظلامْ
مستفقاً أن أنام ..
من سميـــــــــرُكَ يا سيّدي بعدهم في الليالي الطويله ؟
من أنيسكِ يا مقلتي .. يا كَليله
عندما يصبحُ الدّهر أعمى
ليس يدري وليلّه ؟
…
من لهذا الحطام ؟
ولمن كنتُ تجني ؟
ولمن كنتَ تبني ؟
ألنفسكَ ؟
شيّبتَ حتى العظام ؟
واحداً واحداً سوف يستعجلون
ومواربةً يسألون :
ما الذي يستطيعون أن يأخذوا ؟
…
يا دموعَ العيونْ
لو أخذتم عيوني
لو أخذتم رفيف النّدى من جفوني
لو أخذتم صياعي
وأخذتم جنوني
قبل أن تتركوني
كلُّ ما سوف يبقى
كلُّ ما رحتُ ستّين عاماً به
أتباهى وأشقى
من سيأخذُهُ يوم هذي العظام
في دجى القبر تُلقى ؟
هل ستواصل كتابة قصائدك لأولادك الذين رحلوا يا عبد الرزاق ؟ .. أتنوي الانتحار يا عبد الرزاق ؟
كفكـــــف دموعك .. وقم الى فراشـــــــــــك لعلك تنام ..
أجمل رفقة في حياتي
..
في أيام الزهو والعز كنت قادما في زيارة لعمان ، وكان سفيرنا فيها الدكتور صباح ياسين .. كنت في مكتبه ذات يوم فقال لي : ما رأيك في السفر الى بغداد يا أبا خالد ؟
قلت له : هل ضجرتم مني ؟؟ .. قال لا والله .. أنت أعزّ من ذلك .. ولكننا نريدك مرافقة شخصٍ مسافر الى بغداد ..
قلت : من هذا الشخص ؟ .. قال سعيد عقل ، فوثبت من مكاني قائلاً : أنا جاهز منذ الآن !
ورافقت شاعر لبنان العظيم سعيد عقل بسيارة فارهة طيلة يوم كامل .. من عمان الى بغداد .
قال لي ( السفيـــــر قال عنك انت شاعر . سمعّني شي) .
فقرأت له قصيدة ، فطلب أخرى وأخرى .. قرأت له قرابة عشر قصائد فقال لي( لو كنت شايفك أبل عشر سنين كان رسّمنك أمير شعر لهلأمّه المزعبرة),
ودعاني سعيد عقل الى مهرجان زحلا فلم استطع الذهاب ، ولكنني لبيّت دعوته في مهرجان زحلة بعدها :
وقرأت فيه قصيدتي ( نافورة العسل ) كان ذاك بعد الاحتلال
في عام 2008
نافورة العسل
قالوا سرى , فلماذا بعدُ لم يَصِل
من وحشةِ الروح , أم من وحشة السُّبُلِ ؟
أم أثقلَتْ غيمةَ السبعين غفوتَهَ
وكانَ أرهفِ من إغفاءةِ الخجَلِ
ياليلَ لبنان .. يانافورة العَسلِ
مُرٌّ فمي .. مُّرةٌ , مذبوحةٌ جُملي
ثَكلى , عراقيةٌ … مطعونةٌ لُغتي
دمُ الحسين بها يجري , وجرحُ علي
فاغفرْ فلستُ أعي من فرطِ نَزفِ
رسائلي أبطأت , أم أبطأت رُسُلي !
***
من قبل عامين ِ .. لولا قيدُ أجنحتي
لكنتِ زحلةض لي حِلّي ومُرتحَلي
عذراً سعيدَ بن َ عقلٍ .. ياأبي وأخي
يازهوَ لبنان .. ياشباّبة الأزَلِ
ياأعذبَ الماء في لبناَ أجمعها
تجري الينابيعُ من شلاّلكَ الخَضيِلِ
عذراً لأنك ياأعلى ذوائبها
ناديتني يومها , لكن بلا أمَلِ
كنّ كلانا رهينَيْ محَبِتَي مَرضٍ
وشوطِ عمرٍ جرى فينا على عجلِ
وهاأنا اليوم أحدو ركبَ قافلةٍ
تسعى بجيشٍ من الأعوامِ لا الإبلِ
تأرجحتْ بي على وهنٍ هوادجثها
سكرى من الشوق والأحساسِ بالخَجلِ
لأنني يومَها أحسستُ ياأبتي
أني عصَيتُ نداءَ الشَّعرِ في الرَّحُلِ
واليوم .. هاأنذا أتٍ يُعَثّرنُي
خوفي من أَّنَّكَ قد لاتحتوي زَلَلي !
****
ياليلَ لبنان .. يُغريني , ويُربكُني
مرأى نجومِكَ آلافاً من المُقَلِ
ترنو إلى خطواتي كيف أنقُلُها
وكيف أرقّى بها في شعفةِ الجَبلِ
كأن لصَمتِكَ أرواحٌ , وأفئدةٌ
جميعُها في ظلامِ الليلِ توميءُ لي
وفي دمي رُغمَ سبعيني مكاَبَرةٌ
وبي حنينُ دمٍ السَّبعين للَبلَلِ
فيَا أعزَّ الذَّرى .. مادمتِ مُلهمَي
كوني قصيدي , وكوني بعدَها زَجَلي
إن شئتِ أن تُسِدلي مابيننا حُجُباً
فطوّقيني , ولكنْ .. خففّي سُدُلي
لقد أتيتُكِ هيمانَ الخُطى فرحِاً
أنّي سأُفِلتُ من زحلا إلى زُحَلِ !
فأدركيني لعلَّ الحُلمَ يَصُدقُني
فنلتقي بين هذي الأعينِ النُّجُلِ!
القصيدة طويله جداً تنتهي بهذه الأبيات : …
وماادَّعى مُدّعينا أنهُ بطَلٌ
لكنْ يموتُ على أسطورةِ البطَلِ !
غضاً أتيَتُكِ في العشرين من عُمْري
وجئتكِ اليوم شيخاً جدَّ مكتهلِ
فأورقي , فرذاذ العمر أجمعِهِ
ينتُّ فوقكِ آلافاً من القُبلِ
…………..
عليكِ مني السلام ياأرضَ أجدادي
ففيك طاب المقام وطاب إنشادي
******
شجابهه بّالي هذي الليلة ؟؟ شنو الرجّعني طفل أقرة نشيد )
عليكِ مني السلام ؟) .. هل هو الخوف من الخمسة وثمانين سنه ؟
(لو الكَاعد يصير بأرض أجدادي كلهه من موت وخراب وتهديد يهدوهه ؟ )
عشقتُ فيكِ السَّمَر والليل والنادي
عشقت ضوء القَمرَ والكوكب الهادي
***********
شنو المرض رجعك طفل ؟ .. لو السهر رجعك طفل ياعبد الرزاق؟)
لو هذا النشيد الجنت من تقرا ويه الطلاب بالمدرســــــــــــــــــــه عيونك من الزهو يكَومن يدمّعن ؟!)
أهوى عيون َ العسَلْ أهوى سواقيها
أهوى ثلوج الجبل ذابت لآليها
***********
(بس بديت تبجي وأنته أعصابك تعبانه .. والأطباء يكَولك مايصير تنفعل … ذب القلم عبد الرزاق وكوم نام …. إذا كَدرت تنام ).



















