غربة لا تموت

افتر ثغرها وأشرقت كالقمر

 كحلت شفتيها بالكرز

تصدح يا وطن

نارك يا وطن كالبرد

سقطت دمعتي

تشتعل فوق وجنتي

كأنها نار النوروز

كحلت عينيّ بالسهر

صحت أيها المُخلص المجيد

يا منقذ البشر

هذا وطني المهجور

من تلك العيون النرجسية

هذا رجائي الوحيد

 ان يلتم وطني

كسرب طير زاحف نحو الخلود

القناديل المتوهجة

في هذا الليل ….

تناغيني من بعيد

يا ابن وطني العزيز

نحن قداح القلوب

ننام بين الثلج

وغربة الكأس والصحون

عراة مثل سراق الزيزفون

واولئك الراكبون … سفن الرصاص

يغترفون الدماء

والوجه الحزين

 صامت يقتله الحنين

ابصرها كشعاع الفجر

زحف العناب على خديها

امطرتني بحزن السنين

سقطت دمعتي في الاتون

صحت ايها المخلص المجيد

هذا وطني المغدور ….

يتناثر كحبات عين السبع

في البراري والجحور

يمسكه الجناة ….

تحت انفاق العيون

يصنعون الكلام …

في صحون الرصاص

رقصت مثل الغصون …

 بين اثواب الرياح

وهذا العاصف المجنون

غربة لا تموت

في وطني المهجور

ايها المخلص المجيد

 دقت نواقيس الميلاد

وهذه اسراب الصباح

تهاجر نحو الشمال

تمتلأ رعبا وبكاء

من هذا القادم المجنون

يختبئ ابدا في عيون الرصاص

وطني نجوم وقمر

ونهر يجري في دمي منذ الصغر

سرب حمائم وسحائب خير ومطر

رقصت في الميلاد

رقصت على عينيّ

 حتى أمطرتني بالحنين والوداد

واذهلتني بعذب الغناء

فأبكتني غربة في وطني لا تموت

ايها المخلص المجيد

هذا بَرْد الهزيع …

 ومهاجر في ليلة المسيح

 اشم فيه رائحة البساتين

وصوت الناقوس يطربني

 وعشق الدرابين

كؤوس مائدة السماء

فيها رأفة الرجاء …

وتلك العيوت تراقصت بلا اشتهاء

فيها اعطافها ود وسرور

منذ اعياد اشور…

وكل اسراب الطيور

تنام في الاشجار

تصدح بالالحان …

وطني الشموس والاقمار والطيور

كنسية ومسجد وقباب من بلور

عبد صبري ابو ربيع – بغداد

مشاركة