غربة الذات – عبدالستار الراشدي

غربة الذات – عبدالستار الراشدي

في مساءٍ خريفيٍ موحش، جلسَ وحيدًا في غرفته، يحدّق في جدارٍ لا يردّ السلام. كلّ شيءٍ حوله يشي بالهجران: الصور، المقاعد، وحتى صوته حين ينادي.

كانت روحه قد غادرته منذ زمن، تسير في طرقات الذكرى، تبحث عن دفءٍ ضاع في زحام الغياب. لم يعد يعرف نفسه، ولا يعرف كيف يملأ فراغًا يتّسع كلّ يوم.

يكتب على الورق كلماتٍ لا تُقرأ، ويهمس بأسماءٍ لا تجيب. صار جسده مأوىً للحنين، وروحه طيفًا يتجوّل بين أطلال الأمل.

في قلبه سؤالٌ لا يموت: هل يعود من هجر الروح؟ أم أن الهجران قدرٌ لا رجعة فيه؟

مشاركة