غارات إسرائيلية على جنوب لبنان و انذارات للسكان بالإخلاء


© AFP الدخان يتصاعد من موقع تعرض لغارة إسرائيلية في بلدة الخيام بجنوب لبنان في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2024
© ا ف ب –

بيروت (لبنان) (أ ف ب) – نفّذت اسرائيل الخميس غارات على جنوب لبنان، قالت إنها طالت “بنى عسكرية” تابعة لحزب الله، بعد إنذار للسكان بإخلاء أبنية محددة ومحيطها، في تصعيد جاء غداة أول اجتماع بين مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين مدنيين ضمن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.

وشهد لبنان منذ نهاية الشهر الماضي هدوءا نسبيا مع توقف الغارات الإسرائيلية خلال الزيارة التاريخية التي أجراها البابا لاوون الرابع عشر الى بيروت، حيث دعا الى “وقف الهجمات والأعمال القتالية”، على وقع مخاوف محلية من تصعيد إسرائيل لضرباتها بعد عام من حرب دامية مع حزب الله.

وطالت الغارات الإسرائيلية الخميس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أربع بلدات تباعا هي محرونة وجباع والمجادل وبرعشيت في جنوب لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إنها تضم “بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله”.

ونفذت إسرائيل الضربات بعيد إنذارها السكان بإخلاء أبنية محددة ومحطيها.

وشاهد مصور لفرانس برس سحابة دخان تنبعث من المبنى الذي طاله القصف في بلدة جباع، الواقعة على بعد 23 كيلومتر عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.

وفي وقت لاحق، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان بلدتي مجادل وبرعشيت بإخلاء مبنيين ومحيطهما.

ووضع الغارات في إطار “التعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة”.

وكانت إسرائيل كثفت في الأسابيع الأخيرة ضرباتها على لبنان، مؤكدة أنها تستهدف محاولات حزب الله إعادة بناء قدراته العسكرية بعد تكبدّه خسائر كبيرة في الحرب، عقب مقتل أبرز قادته بينهم الامين العام السابق حسن نصرالله والقضاء على جزء كبير من ترسانته العسكرية.

وتوعدت اسرائيل، التي تواصل شن ضربات خصوصا على جنوب البلاد، بمزيد من التصعيد في حال عدم نجاح الحكومة اللبنانية في نزع سلاح الحزب.

وتوعد حزب الله بالردّ بعيد مقتل قائده العسكري هيثم الطباطبائي واربعة من معاونيه بضربات اسرائيلية استهدفت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر ضاحية بيروت الجنوبية. وقال أمينه العام نعيم قاسم الأسبوع الماضي “من حقنا الرد، وسنحدّد التوقيت لذلك”.

– نزع السلاح –

وجاءت الضربات الخميس غداة مشاركة مندوب لبناني مدني وآخر إسرائيلي في اجتماعات اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله، في أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ عقود، وضعها لبنان في سياق مساعيه لاحتواء التصعيد الإسرائيلي.

وقال رئيس الحكومة نواف سلام الأربعاء إن الاجتماعات تهدف إلى التوصل لـ”وقف للأعمال العدائية، وانسحاب إسرائيلي كامل” من الأراضي اللبنانية و”إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين”.

في المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان”، مشددا على أن “نزع سلاح حزب الله أمر لا مفرّ منه”.

وتوصّلت إسرائيل وحزب الله في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد عام من مواجهة دامية بدأت إثر فتح حزب الله ما أسماه “جبهة إسناد” من جنوب لبنان لدعم الفلسطينيين في الحرب في قطاع غزة.

ورغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفّذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت على قواتها في خمس مرتفعات في الجنوب.

وأقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح حزب الله، تطبيقا للاتفاق، وبدأ الجيش تنفيذها. لكن واشنطن وإسرائيل تضغطان لتسريع العملية التي تواجه تحديات جمة أبرزها الانقسامات الداخلية في لبنان العميقة حول الموضوع.

 

مشاركة