عيد العمال بدأ هنا
نعوم تشومسكي
ترجمة بشار عبدالله
على ما يبدو أن الناس في كل مكان يعرفون أمورا عن عيد العمال إلا من هم في البلد الذي بدأ به هذا العيد وأعني أهل الولايات المتحدة الأمريكية. ذلك لأن من هم في السلطة قد بذلوا ما في وسعهم من أجل محو المعنى الحقيقي لهذا العيد. فعلى سبيل المثال، أطلق رونالد ريغان على هذا اليوم اسم عيد القانون وهو يوم اختص بالتعصب القومي المفرط، وجاء بمثابة حركة اضافية للسكين الغائرة في الحركة العمالية. اليوم، ثمة وعي متجدد، نشطه تنظيم حركة احتلوا ، بشأن عيد العمال، وأهميته من أجل الإصلاح وربما من أجل ثورة نهائية. إذا كنتم ثوريين جادين، فإن عليكم أن لا تبحثوا عن ثورة أوتوقراطية، بل عليكم البحث عن ثورة شعبية تتحرك باتجاه الحرية والديمقراطية. ولا تتحقق ثورة كهذه إلا بوجود كتلة بشرية قادرة على تنفيذها، تنفيذه، وتطبيقها سعيا إلى حل المشاكل التي تواجه البلاد. ولن يتمكن هؤلاء من تحقيق هذا الالتزام، لأسباب مفهومة، إلا إذا اكتشفوا هم أنفسهم أن هناك حدودا للإصلاح.
إن أي ثوري عاقل سيقوم بمحاولة لدفع الإصلاح إلى حدوده، لسببين وجيهين. أولهما، أن للإصلاحات يمكن أن تكون ذات قيمة في حد ذاتها. وينبغي أن يكون للناس ثماني ساعات في اليوم بدلا من اثنتي عشرة ساعة. وعموما، علينا أن نرغب في القيام بعمل يتوافق مع القيم الأخلاقية اللائقة.
والسبب الثاني، على الجميع لأسباب استراتيجية، أن يظهروا أن ثمة حدودا للإصلاح. وقد يقوم النظام أحيانا على استيعاب الإصلاحات المطلوبة. فإن حدث هذا، فهو أمر جيد وواعد. ولكن في حال عدم قيام النظام بذلك، عندها ستبرز مشاكل جديدة. وربما كانت مثل هذه اللحظة المحتضنة للمقاومة خطوة ضرورية للتغلب على العوائق التي تحول دون تغييرات لها ما يبررها. وربما حان الوقت للجوء إلى تدابير قسرية دفاعا عن الحقوق والعدالة، إنه شكل من أشكال الدفاع عن النفس. وما لم يقر الشعب في عمومه أن مثل هذه التدابير شكل من أشكال الدفاع عن النفس، فانه لن يشارك بها.
وإذا وصلتم إلى نقطة ووجدتم المؤسسات القائمة لا تنحني للإرادة الشعبية، عندها لا بد من القضاء على المؤسسات.
لقد بدأت عيد العمال هنا، ولكنه بعد ذلك أصبح عيدا عالميا لدعم العمال الأمريكيين الذين كانوا يتعرضون للعنف الوحشي والعقاب القضائي.
اليوم، يستمر الصراع للاحتفال بعيد العمال ليس بوصفه عيد القانون على النحو الذي وضعه القادة السياسيون، بل بوصفه اليوم قرر الشعب معناه، اليوم المتجذر في عمليتي التنظيم والعمل من أجل مستقبل أفضل للمجتمع كله.
المصدر انفورميشن كليرنغ هاوز
/5/2012 Issue 4190 – Date 3 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4190 التاريخ 3»5»2012
AZP07