عندما أكتب رواية أشتاق إلى الشعر – نصوص – سجى هشام

سنان أنطون: الجوائز الثقافية تخضع لإعتبارات غير فنية

عندما أكتب رواية أشتاق إلى الشعر – نصوص – سجى هشام

على الرُغم من هِجرته قبل مدة ليست بالقليله خارج العراق، الا انه يَحرص على المامه التام بأحداث البلاد وتفاصيلها، انامِلهُ عبارة عن الالاتٍ موسيقيه تُبهر كل من ينصت اليها ويقرأ نوطاتها، وبالرغم من تقصير وزارة الثقافه العراقيه بحق بالشعراء والروائين العراقيين، الا ان اسمه يلمع في عالم الروايه عالميا ولكن يفقتر الى الشهرة نوعا ما في المجتمع العراقي، وابداً لم يكن هذا مؤشرعلى نجاح الكتاب او اخفاقهِ، من يقرأ له سيعي عن ماذا اتحدث بالضبط ..  نِتاجاتهُ جميعها تُجسد الواقع العراقي بأسلوب سلس ليتفاعل القارئ معها وكأنهُ احد شخوصها، سنان انطون ،شاعر وروائي ومترجم وأكاديمي وُلِدَ في بغداد عام 1967. حصل على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد. هاجر عام 1991 الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أكمل دراساته وحصل على الماجستير من جامعة جورجتاون عام 1995 والدكتوراه في الأدب العربي من جامعة هارفرد بامتياز عام 2006

 صدر عنه  “إعجام” و”وحدها شجرة الرمان” و”يامريم” وديوان شعر بعنوان “ليل واحد في كل المدن”. ترجمت كتاباته إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والنرويجية والبرتغالية والفرنسيه والتركيه والبولونيه، ويعمل الان أستاذا للأدب العربي في جامعة نيويورك منذ عام  2005

{ سنان انطون .. قل شيئاً عن نفسك؟

– شاعر وروائي عراقي. أعيش في نيويورك. أحب تبسي باذنجان.

{_هل أستطعت ان تتخلى عن شخصية الشاعر في اعمالك الروائية ؟ ام بقيت تمرر الجمل الشعرية كمن يمرر شيئا خفيا بين كومة اشياء اخرى؟

-لا أعتقد أن علي أن أتخلّى أصلاً عن جزء منّي أو من شخصيتي كشاعر عندما أكتب رواية. الكتابة كتابة بغض النظر عن الجنس أو الإطار الذي يختاره الكاتب وهو يجئ إليه محمّلاً بكل ما اختزنه جمالياً وإبداعياً.

{ ينتابك شعور بالظلم احيانا من أهمال وزارة الثقافة والجهات المعنية لكتابها ومبدعيها

-الوزارات كلها فاسدة لأن النظام السياسي فاسد يسرق ثروات البلد منذ سنوات. وسأفاجأ عندما تعتني بالمبدعين العراقيين في الداخل وتوفر لهم الحد الأدنى من الدعم.

{ يصنفك الكثير من بين الكتاب الاكثر جرأة في الطرح والوصف ، هل كان هذا الاسلوب الجرئ الذي افعمت به أعمالك، ذكاء منك لانتهاج سلوك يميزك عن الآخرين ويضع علامة فارقة على أدبك؟

– أنا لم أختر الأسلوب أو المواضيع التي اخترتها كأهداف استراتيجية. الأسلوب أساساً هو محصلة  ونتاج لعوامل كثيرة وليس اختياراً واعياً.

{ الى ماذا تميل اكثر كونك شاعراً ام روائياً؟

-لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال بصورة وافية. أنا كمن يعزف آلتين موسيقيتين ولا يستطيع أن يقول إنه يفضل واحدة على الأخرى. عندما أكتب رواية أشتاق إلى الشعر.

{هل ترى الجوائز الأدبية ، والعالمية منها بصورة خاصة،رهينة اعتبارات لا علاقة لها في كثير من الأحيان بالقيم الفكرية والادبية والفنية لنتاج الاديب؟

– نعم، الجوائز الثقافية تخضع معظم الوقت لاعتبارات غير فنيّة لها علاقة بسياسات المؤسسات وتوجهات المحكّمين وأذواقهم و îالإجماع.… قد يفوز بها من يستحقها أحياناً.

{ وحدها شجرة الرمان بالرغم من أنتشارها الواسع وأثارتها للجدل الا انها لم تصل حتى الى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية؟ ما هو السبب برأيك ؟

– الرواية وصلت إلى القراء والقارئات وترجمتها إلى الانكليزية. وتترجم الآن  إلى الفرنسية والبولونية والتركية والماليالم، إحدى لغات الهند. واتصلت بي  مؤخراً كاتبة مسرحية أمريكية ترغب في كتابة مسرحية مستلهمة من قصتها. وقع هذه الرواية لدى القراء والقارئات ورسائلهم التي تصلني باستمرار أهم من رأي لجنة تحكيم عابرة.

{ وصفك الدقيق والهائل لتغسيل الموتى في وحدها شجرة الرمان ينم عن قرائات عميقة متفحصة للدين والشريعة الاسلاميه؟ حدثنا عن هذه التجربة المثيرة والنادرة من نوعها؟

– قرأت مقالة عن محنة المغسلي عام 2004 وأحزنتني كثيراً وبدأت بالبحث عن معلومات عن الطقوس وهناك الكثير منها في كتب الفقه. حاولت الاتصال بإحدى المؤسسات هنا في نيويورك لأشاهد هذا الطقس بنفسي لكنهم لم يردوا على رسائلي. ربما ظنوني مجنوناً. بعض القراء يسألونني إن كنت قد مارست هذه المهنة أو إن كنت شيعيّاً ويستغربون الجواب. أنا عراقي وهذه الطقوس جزء من تاريخ وثقافة بلدي.

{ عند تجسيدك دور جواد في روايه وحدها شجة الرمان اخترت ان يكون البطل مسلم شيعي الانتماء هل هناك سبب معين وراء هذا؟

– كما قلت لك قرأت مقالة عن محنة أحد المغسلية وكيف أنه كان يريد ترك المهنة لكي لا يرثها ابنه الصغير. بعد ذلك قرأت الكثير عن تفاصيل المهنة وطقوسها في كتب الفقه الشيعي وكنت قد بدأت بتخيل الشخصية الرئيسية وتفاصيل حياتها واخترت مدينة الكاظميّة لكي تكون الشخصية بغداديّة.

{ يا مريم وصلت للقائمة القصيرة للبوكر هل تعتبر ذلك تكريماً كافياً لعمل مهم ولقضية مؤلمة وخطيرة كتهجير المسيح من العراق؟

– وصول رواية إلى القائمة القصيرة لن يغيّر شيئاً في حياة أولئك الذين كتبت عنهم الرواية. الرواية، على عكس ما يظن الكثيرون، روايةعن عائلة عراقية مسيحية، وليست عن عائلة مسيحية عراقية. والفرق كبير، كبير جداً.

{ الى اي مدى تتشابه مع شخصيات رواياتك ؟ وهل تتفاعل معها احيانا؟

– هناك تفاصيل هنا وهناك قد تتشابه. لكن كيف يمكن أن أشبه مها، في رواية يا مريم، فهي إمرأة شابة عاشت ما لم أعشه أنا الذي تركت العراق عام 1991. أما عن التفاعل، فأنا أعيش مع شخصياتي وأحاورها وأحزن كثيراً عندما أودعها في نهاية الرواية وأتساءل عن مصيرها.

{ اين تجدك نفسك الان وهل انت راض عن ماحققته؟ وماهو مشروعك القادم؟

– كلا. لدي مشاريع كثيرة لم يسمح لي عملي وانشغالي بالتدريس في الجامعة بإكمالها. لكنني على وشك إكمال رواية وستصدر قريباً. هناك ديوان شعر سيصدر نهاية السنة. وهناك مسرحية أيضاً تكتمل بداية العام القادم. ولدي مشاريع لثلاث روايات أخرى أرجو أن أكملها في السنين القادمة.

{ أقرب أعمالك الى نفسك؟ واكثرها تجذرا في روحك؟

– سؤال صعب. îكلهن بناتي. ما أكدر أفرّق.…

{ اخر كتاب قرأته وماذا اضاف اليك؟

-رواية عن طفلة تنجو من مذبحة الأرمن قبل مئة عام بالضبط بقلم كاتبة أمريكية من أصل أرمني- لبناني. أسلوبها ولغتها رائعة. هزّتني حتى أنني أفكر بترجمتها إلي العربية.

{ ماذا اضافت او اخذت منك الغربة؟

– أخذت الكثير وأعطتني الكثير. لا أنكر أنني أعيش حياة آمنة مريحة نسبياً ولدي هامش من الحرية. لكنني غصن مقطوع والشجرة تحترق كل يوم.

{ حدثني عن طقوسك في الكتابة كيف تكون ؟

– لا بد من سمّاعات على أذني ولا أكتب بدون موسيقى (كلاسيكيّة، أو عود). أكتب في المقاهي وأفضل البعيدة عن شقتي كي تقل احتمالات وجود شخص أعرفه وأي أحاديث تضيّع وقت الكتابة. أختار زاوية هادئة وأشرب القهوة وأحاول أن أكتب.