عمل عدائي أم تدخل عسكري ؟
الفشل الأمريكي في إحتلال العراق
ان سوء التحليل والفشل في فهم القوى السياسية والثقافية العراقية التي ستتخذ مستقبل العراق بعد صدام.
لقد اتخذ الامريكيون والبريطانيون الكثير من القرارات السيئة فيما يتعلق بالعراق بعد نيسان 2003 اما البقية الذين ايدو هذه القرارات تحرروا في النهاية حيث كانوا يعملون لمصلحة سلطة الاحتلال.. ومن هذه الاخطاء هو اهمال بوش وبلير التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب وعدم ارسال العدد الكافي من القوات الى العراق بعد انتهائها وفشلها في كبح عمليات النهب الجماعي. وصل الجيش العراقي السابق وحيث ان الاحتلال كان محكوما بالفشل منذ البداية حتى ولو كانت تدعى بسلطة التحالف المؤقتة.. فانها لم تتمكن من النجاح حيث ان الاحتلالات مذلة بحد ذاتها والشعوب تفضل تحكم نفسها بنفسها وتكره ان يستولي الغرباء على اوطانها مهما كانت الاسباب لاسقاط نظام مهين عليهم ان يغادروا بعد اسابيع او اشهر قليلة كي لا يتحول الغضب الى مقاومة او تمرد مسلح حيث انطباع الشرقي الشرف والكرامة والسيادة..
وبعد هذا اصبح واضحا عند العراقيين ان هذا المشروع يتعلق بالسيطرة على نفط المنطقة وحماية اسرائيل ولم لا حيث قبلت الولايات المتحدة بالاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية طوال اربعون عاما ولا تزال متميزة بشكل مطلق في مقاربتها بالقضية الفلسطينية وان بوش وبلير لم يكونا على معرفة بتاريخ العراق ولا بالقومية العربية ومدى الشعور بالمهانة والذلة جراء الدعم الغربي للسياسات الاسرائيلية حيث كانوا ينظرون الى العراق انه بلد انتقالي اخر بلا مجتمع مدني او تاريخ من النضال الديمقراطي.
والخطأ الفادح والثالث عدم اعمار البنى التحتية للبلد ومن سيرث العراق بعد رحيل صدام وحمايته من التدخل الخارجي وهذا اصبح حجة تبرر للطامحين الديمقراطيين في انتخابات 2008.
وكان هناك نحو 3000 عراقي يغادرون البلد يوميا هربا من خطر الاختطاف والعنف الطائفي والتفجيرات وفي بغداد وحدها كان هناك نحو مئة مدني يختطفون ويقتلون يوميا وكانت جثثهم تظهر علامات تعذيب وتشويه. وبدأ العراقيون يفكرون حينها ان الامريكيين يضمرون سرا في داخلهم من جراء تسارع العراقيون بالنزوح خــــــارج القــــــــر وهو بدوره عراق بلا عراقيون وعملوا على خلق جو في الشارع العراقي مرتبك سياسيا وامنيا واقتصاديا بعدم وضع القرارات السياسية بيد العراقيين وانشـــــــاء جيش وطني محترف ليحل محل القوات الامريكية بعدم تحديد موعد محدد لانسحابهم من العراق.
وكان عدد الامريكيين الذين يتحدثون العربية في سلطة التحالف المؤقتة بشكل ضئيل جدا.. وحيث ان من الف موظف في السفارة الامريكية 6 اشخاص فقط يتكلمون العربية وان الطائرة التي نقلت المسؤولين الى بغداد عام 2003 لم يبد احد منهم كان بحاجة الى شيء لينعش ذاكرته حول العراق ومنطقة الخليج العربي بلا استثناء يقرأون كتبا جديدة حول الاحتلال الامريكية لالمانيا واليابان واعادة اعمارها ان هذا يدل على عجز وجهل بعدم فهم ما يفكر به العراقيون من سواء اذا ارادو ام لم يريدوا وتجنبا لسماع كلمات لم يريدو سماعها من الافضل لهم البقاء في المنطقة الخضراء ومركز قيادة سلطة التحالف المؤقتة واصدار اوامرهم منها.
ومع ان التدخل العسكري عمل عدائي خطير بحد ذاته الا ان الكثيرين من رجال الدين والمفكرين العرب كانوا يعدون الافتراق الثقافي الشامل للمنطقة اكثر خطرا بما لا يقاس ذلك انه يتسلل بشكل ماكر وتدريجي وبالتالي فهو اصعب على الكشف ان الاسلام الذي يقاوم الاستعمار والطغيان بل ذلك يحكم لا يمكنهم تحمل الوجود الاسلامي في السلطة لان الاسلام عندما يحكم سيدعوا الناس للثورة مجددا ويعلمهم ان اعداد القوة واجب وان ازالة الاستعمار واجب وان الشيوعيين وباء وبلاء كلاهما عدواني ان الامريكيين وحلفائهم يريدون اسلاما امريكيا في الشرق الاوسط.
محمد شهاب احمد البياتي – بغداد
/6/2012 Issue 4232 – Date 23 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4232 التاريخ 23»6»2012
AZPPPL