على ورق النسيّان أرسم وجهها – عبد الجبار الجبوري
لقَدْ….
وَهَنَ الحرفُ مِنّي…
وكانتْ قصيدتي عاقرْ..
وروحي…
مرسومةٌ على ورقِ النسيّانْ…
وأنا لستُ بشاعرْ..
أورثتْني..
من حزنِها الغيومُ دمعةً..
ومن نهارها…،
أجرجرُ الشموسَ في المعابر…
وعلى ورق النسبان أرسم وجهها وأكابر..
قلت لست بشاعر…
لكننّي..
محضُ صُبٍ عاشقٍ..
وظِلُّ شاعرْ..
خبأتني تحت لسانِها السّماء..
وأوقفتْني..
بعزِّ الظهيرة على شَفا هاويةِ الخراب..
وقالتْ تعالَ ولا تأتِ..
تبلّلتْ شفتاي من مطر شفاهِها..
ولم يَجنُ ليلي بعدْ..
كان المساءُ مِثلي..
حزيناً، طعيناً، خائفاً، ومرتّجفَ الجَسدْ..
ولا قُبلَ…
تَلوُحُ في أفْقِ الأبد..
أروّي بها شفاها يبُستْ..
وعيوناً تحجّر الدمعُ فيها..
وإبيضّت من البُكا..
شابَ شَعرُ قلبي…
وهاجرتْ أغنيتي، الى مرافيء السراب.
كلمّا داهمَني الحزنُ..
تجلسُني..
بحضنِ محبتّها..
تفلّي،أيامَ غربتِها..
وتنامُ..
تحت وسادتِها أحلاميَ البعيدة..
أنتِ وجعي…،
ووجعُ قصائدي وأيامي..
وبحةُ صوتي..
وغربةُ حروفي الوئيدة..
تعالي على ضفة البحر..
لإرسم وجهك على رمل أوجاعي..
أو على ورق النسيان أرسمه..
كي يبقى تميمة أحلامي..
حين ترحلُ العصافيرُ من بين نهديكِ….
الى شواطيء الشفاه..
وتغرقُ طفولتكِ بماءِ القُبل..