عرس إنتخابي راقص
بينما يستعد السياسيون وأشباه السياسيين في هذه الأيام -الميمونة- للعرس الجماعي الانتخابي الذي سيحييه هذه المرة المطرب الشعبي الكبير ((دعبولّا)) والذي أبى إلا أن يحيي هذا الحفل السعيد، يستعد على الطرف الآخر من المنطقة الخضراء، الشعب المأفون، لعرس شتائي حافل بالبرد والفيضانات وانعدام الأمن والعمل، ومن الجدير بالذكر أن هذا هو العرس الجماعي الثالث للسادة السياسيين وأشباه السياسيين لم يخلُ السابقان من حالات طلاق سريعة سجلت في كتاب غينيس!
وقد أثبتت الدراسات الأكاديمية أن السبب الأساس لهذه الحالات هو عدم التكافؤ بين الطرفين حيث شهدت الكثير منها حالات زواج بين سياسيين (( وهم قلة قليلة تعد على أصابع اليد )) وبين أشباه السياسيين، كان الاخيرون هم السبب في أغلب حالات الطلاق، لخداع أشباه السياسيين لأولياء أمورهم حول حقيــقة العريس وتاريخه غير المشرّف، أو بسبب ارتفاع المهور والمقدم والمؤخر، أو بسبب العقود المزورة.
الغريب في الأمر أن بعض هؤلاء تطلق أكثر من مرة وتزوج وتطلق وبعضهم بقي مترملا فترة ما بين عرسين انتخابيين، وهي فترة لا تتعدى الأربع سنوات، لعدم وجود الشريك المناسب، مما حدا بأهلهم إلى تطليقهم! وهذا يؤدي بالضرورة إلى تشرد السياسي وشبه السياسي، والتخبط في التصريحات، وإلقاء اللوم على الشعب الملعون الذي لا ينفك عن دعم الإرهاب وتلقي الرشاوي ونهب الميزانية والتدخين في الأماكن غير المسموح فيها بالتدخين! وإلهاء المسئولين عن مسئولياتهم المتجسدة في الاستعداد للعرس الانتخابي في مدة قليلة جدا وهي أربع سنوات والتي ربما سيتم تمديدها للضرورة القصوى إلى 40 سنة خلال الدورة الانتخابية المقبلة. مع هذا فإن بعض المتزوجين الجدد يحترم حضور الشعب للعرس الميمون، ويدرك حب الشعب الساذج لهم حين يتراقص فرحا أو بردا لا يهم فالأمر سيّان عند الناظر أو شبه الناظر. علما بأن الوليمة هذه المرة كبيرة جدا، ويسمح بحضور من هم دون ال18 سنة، وسيتم توزيع المشروبات النفطية على الحاضرين! فهنيئا للعرسان وأشباه العرسان الجدد.
عمار يحيى – الموصل