عام الأعوام – طالب سعدون

نبض القلم

عام الأعوام – طالب سعدون

الانتقال من عام الى عام جديد لا يعني شيئا ويكون مجرد انتقالة زمنية فقط  إن لم تتغير الهموم والمشاكل والكوارث  والمجاعات والحروب التي يعاني منها العالم ..

 بعض هذه القضايا مزمنة ثابتة على مر السنوات على مستوى العالم  كقضية الفقر والمجاعة وقضية فلسطين والحروب العدوانية والقوة غير المبصرة التي  تهدد العالم واصبحت من علامات بعض الدول كامريكا والكيان الصهيوني على سبيل المثال لا الحصر..

سنوات عصيبة مرت على العالم  في السنوات الاخيرة ولا نزال نعيش  تداعياتها الى اليوم منها مثلا جائحة كرونا  التي اودت بحياة الملايين  من البشر وارتفاع نسبة الفقر وتسببت في ازمة اقتصادية عالمية تتفاوت نسبتها بين الدول بحسب قوتها الاقتصادية ..

ما أن تعافى العالم  من كورونا حتى جاءت الحرب الداخلية في السودان والحرب الاوكرانية الروسية لتلقي باثارها السلبية الانية  ليس على الدولتين فقط بل على العالم في الصحة والطاقة والاقتصاد العالمي والمحاصيل الزراعية وارتفاع الاسعار ومنها القمح على وجه الخصوص والعلاقات بين المعسكرين الامريكي وحلفائه  والروسي  بعد أن انتهى الصراع البارد بنهاية الاتحاد السوفيتي ليدخل المعسكران في صراع جديد  ساخن تعدى باثاره الطرفين والدمار الذي  سيدفعان ثمنه  في ما بعد باعادة إعمار ما دمرته هذه الحرب من مبان ومنشأت ومعامل ومزارع  وخسارة فرص كثيرة للتطور ..

ثم جاءت  الحرب على غزة  في عام 2023 التي ادت الى استشهاد الالاف من الفلسطينيين اكثرهم من الاطفال والنساء .. وتبدا غزة عاما جديدا وهي اكثر قوة واصرارا على تحقيق هدفها مقابل فشل ( اسرائيل ) في تحقيق اهدافها بالنيل من المقاومة الفلسطينية او حل مشكلة الاسرى والمختطفين حسب ما تريد .

عام انتهى بنهاية ( الاسطورة ) الصهيونية في جيشها ومخابراتها وقوتها وبداية الهزيمة التي ستنتهي لا محالة   بنهاية الحلم الاسرائيلي والهيمنة الامريكية بعد أن القت  بكامل ثقلها في الحرب على غزة بدعم الكيان الاسرائيلي بكل الاسلحة المادية والمعنوية والدبلوماسية والالة  التدميرية ولكنها فشلت فشلا ذريعا ..

سير المعارك على مدى 90 يوما  ينبىء بان  غزة  2024  ستكون بداية الحلم الذي راود الانسانية كثيرا بالتخلص من هذا الثنائي العدواني الذي اذاقها الظلم والعدوان تلو العدوان .. وليس ذلك بمستحيل على الله ولا بعسير على المقاومة الفلسطينية التي كانت بطولتها في اكتوبر هي  الحدث الابرز في عام 2023 ..  ان  استمرار الفشل الاسرائيلي ينبىء بان عام 2024 سيكون  عام نهاية العدوان  وتحقيق حلم الفلسطينيين باذن الله  بما يناسب تضحياتهم وصمودهم الاسطوري .

يحق لنا  بفخر واعتزاز ان نطلق على عام 2023 عام غزة  وهو عام الاعوام لما قدمته من تضحيات كبيرة تضاءلت  امامها احداث العالم كله لعدد الشهداء والجرحى والمفقودين واغلبهم من الاطفال والنساء والدمار الذي لحق بالمساكن والمنشآت وحجم المعاناة التي عاشها الفلسطينيون  بلا مأوى والنصر الذي تحقق على ايدي المقاومة الباسلة والهزيمة الساحقة التي لحقت بالكيان الصهيوني وحلمه الذي تبخر في ايام معدودات واصبح في حكم الماضي الذي لن يعود . خسائر اسرائيل كثيرة ليس على المستوى العسكري  والبشري فقط بل على المستوى الاقتصادي  ايضا ..

 وبذلك فان طول الحرب ليس في صالح ( اسرائيل )   بل سيضاعف من خسائرها اكثر واكثر ..

نهاية عام وبداية عام جديد ليس انتقالة زمنية هذه المرة فقط  بل انتقالة نوعية على مستوى  القضية الفلسطينية وتكون غزة بداية هذا التحول الكبير الذي ستترتب عليه نتائج كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته على كامل ترابها.

رجاء ودعاء ان يكون عام 2024 عام خير وبركة وسلام  على غزة والعرب عامة  والمسلمين والانسانية جمعاء ..

وكل عام وانتم بخير .

كلام مفيد :

لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي .. ( عمر المختار ) ..

مشاركة