طهران تبلغ الأسد ونصرالله لا نرد عسكرياً على الضربة الأمريكية


طهران تبلغ الأسد ونصرالله لا نرد عسكرياً على الضربة الأمريكية
روحاني يقبل التفاوض مع هيغ في نيويورك وبريطانيا وإيران تتفقان على إعادة عمل سفارتيهما
السياسي اللبناني جورج علم لـ الزمان بروجردي تعمد الغموض خلال تصريحاته في بيروت حول سوريا
لندن ــ نضال الليثي
طهران ــ الزمان
كشفت مصادر مطلعة في طهران امس ان رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي قد أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقاه في دمشق قبل يومين انه لا توجد صفقة سرية بين ايران والولايات المتحدة تقوم على اساس السماح لواشنطن باسقاطه في ضربة عسكرية متوقعة مقابل رفع العقوبات عن ايران والسماح لها باستكمال برنامجها النووي السلمي على حد وصف المصادر.
وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لـ الزمان ان بروجردي قد أبلغ الاسد رداً على مخاوفه التي نقلها الى طهران عبر مبعوث خاص ان المسؤولين الايرانيين ابلغوا وكيل الامين العام للامم المتحدة الامريكي جيفري فيلتمان الذي زار طهران الاسبوع الماضي ان ايران لا تسمح باسقاط الاسد لكنها لن تشارك في الرد عسكريا على الضربة الامريكية المرتقبة ضد قواته وأجهزته.
في وقت قال وزير الدفاع الايراني حسين دهقان امس ان الجيش والشعب في سوريا يمتلكان معدات كافية للدفاع عن النفس، ولا حاجة لارسال معدات اخرى. وأوضحت المصادر ان طهران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تعلن استنفار قواتها العسكرية بعد الاستنفار الذي اعلنه العراق وتركيا والسعودية والاردن خشية ان تجري قراءة مثل هذا الاستنفار بشكل خاطئ. واضافت المصادر ان فيلتمان قد تلقى تطمينات في طهران تفيد ان ايران لن تشارك في الضربة وان حزب الله سوف يكتفي بالقتال داخل سوريا من خلال مقاتليه الموجودين على محاور القتال في حمص ودمشق وحلب خاصة. واوضحت المصادر ان الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله قد تلقى رسالة بهذا المعنى خلال اجتماعه ببروجردي مساء امس الاول في بيروت. من جانبه قال السياسي اللبناني والمحلل في العلاقات الدولية جورج علم لـ الزمان ان بروجردي تعمد الغموض في تصريحاته وبياناته التي ادلى بها في بيروت حين اكد ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي من عملية عسكرية ضد سوريا. واوضح علم ان بروجردي لم يقل ابدا في بيروت ان ايران سوف تشارك عسكريا في الرد على الضربة اذا حصلت، لكنه استدرك قائلا هناك خشية من ان ايران لن تقف على الحياد وتوعز الى حزب الله بقصف اسرائيل بالصواريخ. واوضح ان الرد الاسرائيلي سوف يكون مدمراً. واشار الى ان حزب الله وامينه العام وقيادته يلتزمون الصمت والسرية حول ضرب سوريا التي تورطوا في القتال فيها لدعم الاسد. من جانبه قبلت ايران عرض وزير الخارجية الايراني وليم هيغ بإجراء مفاوضات حول الازمة السورية. وأعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف امس ان زيارة الرئيس حسن روحاني الى نيويورك باتت محسومة مشيرا الى استعداد بلاده لتلبية طلب هيغ بالتفاوض مع روحاني في نيويورك. وقالت المصادر الايرانية ذاتها في تصريحاتها لـ الزمان ان البلدين على وشك اعادة نشاط سفارتيهما في طهران ولندن بناء على اتفاق بين هيغ ووزير الخارجية الايراني السابق علي اكبر صالحي في نيويورك خلال لقاء لهما بنيويورك. وكان هيغ قد قال امس الاول ان بلاده مستعدة لاجراء محادثات مع ايران حول سوريا وانها ملتزمة بالتوصل الى حل سياسي في هذا البلد وتعمل من اجل عقد مؤتمر السلام في جنيف.
وأكّد ظريف في تصريح امس في ختام اجتماع مجلس الوزراء، أن روحاني سيترأس الوفد الايراني الى اجتماعات الجمعية للأمم المتحدة في نيويورك، مضيفاً أن زيارة روحاني الى نيويورك باتت شبه محسومة . وأوضح أن الرئيس روحاني سيلقي كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكلمة في مجال نزع أسحلة الدمار الشامل باعتباره رئيس حركة عدم الانحياز، وكلمة خلال لقائه الجالية الايرانية المقيمة في أمريكا. ولفت ظريف الى أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، طلب عقد لقاء مع الرئيس روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلاً لقد طلب منا الجانب البريطاني هذا الأمر ونحن مستعدون لمثل هذا اللقاء، ولكن في اطار الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة . وحول الضربة العسكرية المحتملة على سوريا، قال ظريف ان هذا ليس قراراً يمكن للكونغرس الأمريكي اتخاذه وفرضه على المجتمع الدولي، لأن الجهة الوحيدة المخولة بهذا الشأن هي الأمم المتحدة . وأضاف أن ايران أعلنت مواقفها بصراحة وشفافية وهي أن أي خطوة عسكرية في المنطقة تتعارض مع المواثيق والمعاهدات الدولية، وستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة، لأن الذي يهاجم لا يستطيع احتواء جميع الجوانب. ولفت الى أن ايران شجبت وتشجب استخدام السلاح الكيمياوي الذي هي احدى ضحاياه ، وأضاف لن نقبل باستخدام السلاح الكيمياوي في أي منطقة، ولكننا من جهة أخرى لن نقبل بأن يتم تأزيم المنطقة أكثر مما هي عليه، وأن يستمر دعم المتطرفين . وقال ان الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، هو تكريس المساعي لانهاء الحروب، ولذلك لا يبدو أنه يرغب بخوض حرب جديدة، معرباً عن اعتقاده بأن جماعة في المنطقة وجماعة متطرفة في أمريكا نصبت له فخاً، والحكمة تنصح بتجنّب هذا الفخ، وعلى جميع الذين يتطلعون الى منطقة وعالم أفضل أن يبذلوا ما بوسعهم لإنهاء هذه الحرب الكارثية .
من جانبه قال روحاني، ان أي اجراء تتخذه الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري على سوريا سينتهي بضرر على أصدقائها، لافتاً الى أن أمن سوريا واستقرارها أمر بالغ الأهمية بالنسبة لايران.
ونقلت وكالة مهر الايرانية للأنباء، امس الأربعاء، عن روحاني قوله في الاجتماع الدوري لمجلس خبراء القيادة، ان المنطقة تواجه في الوقت الحاضر أزمة حادة وتمر بظروف حساسة ، مضيفاً أن بلاده تعتبر أي اجراء ضد سوريا لن ينتهي بضرر المنطقة فحسب، وانما بضرر أصدقاء أمريكا أيضاً، وتعتقد أن هذا الاجراء لن يصب بمصلحة أي جهة .
واعتبر أن طلب الادارة الأمريكية من الكونغرس تفويضها لتوجيه ضربة لسوريا يعني أن أمريكا تفتقد الى الشرعية الدولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والرأي العام، كما أنها تواجه مشكلة داخلية .
وأوضح أن أمن سوريا واستقرارها أمر بالغ الأهمية بالنسبة لايران.
وقال لحسن الحظ فالغرب اليوم يواجه مشاكل في ما يتعلق بذرائع اتخاذ قرار بالهجوم على سوريا، فحالياً أقرب حليف الى أمريكا وهي بريطانيا تواجه مشكلة في برلمانها لأنهم شاهدوا تداعيات الحرب في هذه المنطقة، ويدركون أن نتائجها ستكون مدمّرة جداً بالنسبة لشعوب العالم .
واعتبر أن التدخّل الخارجي ودعم الارهاب في المنطقة هما عاملان رئيسيان للمشكلات فيها، قائلاً نعتقد أن أهم مشكلة في سوريا هي التدخلات الخارجية وفسح المجال للارهابيين في هذا البلد في حين أن المعيار يجب أن يكون مطالب الشعب .
وشدد على أن طهران أن بذلت وستبذل قصارى مساعيها الانسانية تجاه الشعب السوري، وقامت وستقوم بجميع التزاماتها والاجراءات المطلوبة حيال استقرار المنطقة، وتدرك أن بدء الحرب والهجوم على سوريا سيسبب مشكلات للمنطقة بأسرها، ومن هذا المنطلق قامت بجميع الإجراءات السياسية والدولية في الأيام الماضية وستواصل ذلك.
AZP01