طقس عائلي
تمر الايام..وتمر السنوات الواحدة تلو الأخرى..وتتعدد الاحداث في حياتنا ونكبر عاماً بعد عام..ويبقى الحنين الى ذكريات الطفولة..رغم مرارة الكثير منها..ربما لانها تزامنت مع احداث حرب طاحنة لا مفر منها .. ومالحقها من ..إعدامات.. وسجون..وحصار..الا انها تبقى طفولة واجمل مافيها البراءة التي فقدناها..
واجمل هذه الذكريات هي التي جمعتنا بالأهل والأحباب..ومن هذه الذكريات..اتذكر ان الوالد الحاج اطال الله في عمره كان حين ينقطع التيار الكهربائي يُجّمعنا سوية ويطلب منّا بترديد هذه العبارة وبصوت عالٍ وعلى شكل لحن جميل (ياكهرباء تعالــي..تعالــي) الى حين عودة الكهرباء او الملل والتعب و الاستسلام ..اليوم ناديت على بناتي وكانت الكهرباء طافية وتحمس حمس.. ..بابا اسمعّني زين.. صيّحن بصوت عالي (ياكهرباء تعالي..تعالي) ..گالن..ليش بابا ..
بدون ليش..بابا..بدون ليش..صيّحن..
وخطية من الخوف گامن يصيحن ..وحدة تعبت..وحدة بقت صامدة …
گلتلهن..بابا هاي وصية..من عندي..اذا الله كاتبلي عمر فبعد شكم سنة راح اوّدع..وانتن تكبرن وتزوجن ويصير عدجن اطفال ..
اللي اريده اتجمعون اطفالكم ..وتصيحون كلكم وبصوت عالي (ياكهرباء.. تعالـــــــــــــــــــــــي.. تعالـــــــــــــــــــي) ويبقى هذا طقساً من طقوس العائلة.. تحافظون عليه ..
ميثم أسامة الساعدي