صورة سوريا قبل سنتين.. بعد سنتين


صورة سوريا قبل سنتين.. بعد سنتين
فاتح عبدالسلام
منذ سنتين وأزيد، تعاني المعارضة السورية في الخارج تمزقاً وصراعاً ومشاكل يبدو أن مرور الوقت ليس كفيلاً بحلّها. حيث تنفست المعارضة أول هواء نقي كان كفيلاً بإنعاشها مع صعود السيد أحمد معاذ الخطيب إلى رئاستها، ذلك الرجل الشامي العابر للأحزاب والطوائف والعقد المتأصلة بين الإسلاميين والعلمانيين، وكان الأمل معقوداً بوجوده لكنّه استقال فجأة. ودخلت المعارضة في مخاض جديد وأسفرت عن قيادة أخرى، وهذا أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي في الذي يحدث هو أن يحمل أي مسؤول في المعارضة سمة الدولة الداعمة له بحيث يبدو مرشحها إلى حكم سوريا مستقبلاً أو إنه رجلها المقبل عند الوصول إلى السلطة وهي الصيغ نفسها التي جاءت بالشخوص الذين يحكمون في العراق اليوم.
بلا شك إنَّ الفصائل التي تقاتل في سوريا لها امتدادات مع أقطاب المعارضة في الخارج من حيث التأثير باستثناء قيادة الجيش الحر التي باتت تنسق بشكل أكبر وأوضح في تفاهماتها مع تلك المعارضة السياسية. لكن مخاض المقاتلين في داخل سوريا شيء مختلف تماماً، حيث إنهم يمتلكون جانبين واضحين الأول النزوع إلى مسك الميدان والقتال فيه والثاني استعدادهم للعمل السياسي مستقبلاً في سوريا، فهم لا يطلقون رصاصة واحدة من دون ذلك الثمن السياسي الذي لم يحسن النظام السوري تدبر دفعه بعيداً عن منطق القوة وسيضطر يوماً أن يدفعه دفعة واحدة. حيث إنَّ لغة الانتصار التي تتحدث بها الحكومة السورية معيبة، ذلك إنها تتحدث عن إطلاق صواريخ أرض أرض وقصف ميغ وسوخوي على مدن آهلة بالسكان أولاً ثم إنها مدن منتفضة لا تقبل استمرار حكم الفرد وهذا رأيها الذي لم يسمعه أحد في تظاهرات الأشهر الستة الأولى من الأزمة الدموية.
مستقبل سوريا لا يمت بصلة من قريب أو بعيد لما كانت تعيشه سوريا قبل اندلاع الأزمة. وهذا استحقاق سيدفعه النظام كما تدفعه المعارضة السياسية التي تخلفت عن مسيرة الدماء الزكية التي أريقت في سبيل حرية.. ستقوم حرب جديدة في سبيل عدم اختطافها كما حدث في مصر مبكراً، أو كما حدث في العراق من حيث استثمار نتائج الاحتلال الامريكي بقوته الجبارة لقمع الآخرين وتسلّم الحكم الانفرادي شخصياً وطائفياً.
FASL

مشاركة