ما بينَ جرحكَ والعراقِ أناملُكْ
تطأ الزّنادَ… فتستفيقُ قنابلُكْ
ما بينَ جُرحكَ والحياةِ مسافةٌ
ترضى بأن تفنى وغيرُكَ قاتلُكْ
ترضى بأن تَرِدَ الحِمامَ وبُكمُهم
مِن فيكَ يا صَخَبَ الزمانِ تُجادلُكْ
****
عجبي بأن تفني سنينكَ صاهلاً
حتى يموتَ على السواترِ صاهِلُكْ
وتلمَّ أشلاءَ الرجالِ كأنّها
نصرٌ ولكنّ الهزيمةَ حاصِلُكْ
لِتموتَ ما بينَ السّطورِ شواهِقُ الْـــ
كلماتِ والصمتُ الحقيرُ يطاوِلُكْ
يا أيها الجرحُ العتيقُ أما ….
تعلّمكَ الطريقَ إلى الحياةِ قوافلُكْ
قُم ها أباتُكَ يرتدونَ الموتَ في
صَفٍّ من العَثَرَاتِ عادَ يحاولُكْ
شعبٌ برغمِ أذى وصالكَ موغلٌ
بالعشقِ لو فهمَ الحقيقةَ جاهِلُكْ
هو مثلُ صبركَ حطّ رَحلَ عنائِهِ
فوقَ السحائبِ كي تُضاءَ خمائِلُكْ
ومضى وتلك الشامخاتُ رواسياً
خُلِطَت بوابِلِ مقلتيهِ هواطِلُكْ
شعبٌ بِهِ تَرَفُ الورودِ يجرّهُ
****
ظُلمُ السّياطِ وبالدّماءِ يواصِلُكْ
خُطُواتُهُ غُصَصُ المنيّةِ كلما
يخطو تهاوَت كالجرادِ عواذِلُكْ
أيتامُهُ نَقَشَت على حَجَرِ الرصيفِ
ضلوعَها وعن الدموعِ تُسائِلُكْ
تهفو إليك وأنتَ إن ضاقَ المدى
رَحِبٌ تُحَيِّرُ قاتليكَ شمائِلُكْ
فإذا أفاقَ الصبحُ مِن سَكَراتِهِ
هَلَعَت , تظنُّ بأنَّ طَلَّكَ وابِلُكْ
ترجوكَ أعبقَ مِن شذا أحلامِها
والجوعُ يأكلُ ما تشيدُ وياكلُكْ
لكنها تدريكَ إن زحف الطوى
مُدَّتْ على طولِ الجفافِ جداولُكْ
خليل عكار رسن الغريباوي- ذي قار