صهر الرئيس الإيراني يدعو إلى تغليب القومية الفارسية
اسفنديار مشائي.. بديل محتمل عن نجاد متهم بتقويض دور رجال الدين
لندن ــ الزمان
قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد على موقعه الرسمي على الانترنت انه نقل مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي ، الذي يعتبر خليفته المحتمل ويتعرض لانتقادات من المحافظين المتشددين ، الى منصب جديد.
وكان مشائي أثار غضب المنافسين المحافظين لأحمدي نجاد الذين يتهمونه بمحاولة تقويض نظام الحكم الديني في ايران. ودافع أحمدي نجاد عن مشائي أقرب مساعديه في مواجهة هذا الهجوم.
وفي بيان شكر الرئيس الايراني مشائي على عمله وعينه في منصب بحركة عدم الانحياز التي تضم 120 عضوا وتتولى ايران رئاستها الدورية.
وكتب أحمدي نجاد في البيان الموجه الى مشائي انني أعتبر معرفتك والعمل معك منحة الهية وشرفا عظيما.
ويقضي أحمدي نجاد الذي واجه انتقادات من منافسيه المحافظين في البرلمان بسبب أدائه الاقتصادي عامه الأخير في منصبه وبموجب القانون لا يمكنه الترشح مجددا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو حزيران 2013.
ويرى بعض المحللين وكذا منافسو أحمدي نجاد أن الرئيس الايراني يجهز مشائي ليخلفه في منصبه.
وواجه مشائي اتهامات من السياسيين المحافظين وحلفاء الزعيم الايراني الأعلى علي خامنئي بأنه يقود تيارا منحرفا يهدف الى تقويض الدور السياسي لرجال الدين وهم أصحاب السلطات العليا في ايران.
وانتقد مشائي أيضا لتأكيده على أن النزعة القومية للتاريخ والثقافة الايرانيين تغلب على الطابع الديني.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية الأسبوع الماضي أن مشائي ألقى كلمة أشاد فيها بأحمدي نجاد وأعرب فيها عن أمله في اجراء انتخابات مفعمة بالحماس مما دفع للتكهن بأنه يفكر في الترشح للرئاسة.
كان وزيرا للسياحة في فترة محمود احمدي نجاد الأولى الرئاسية من2005 حتى 2009.
عينهُ محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية نائبا أول له في يوليو 2009.
صرح في تموز»يوليو 2008 ،بأن ايران صديقة للشعب الاسرائيلي، وقال مشائي يومها ان ايران اليوم هي صديقة الشعب الاميركي والشعب الاسرائيلي. ما من أمة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا .وأضاف اننا نعتبر الشعب الاميركي من أفضل شعوب العالم .
المدرسة الإيرانية
مقرب جداً من محمود احمدي نجاد وابنته متزوجه من ابن محمود احمدي نجاد.
وكان التيار الدينيّ المحافظ في ايران شنّ هجوماً جديداً على اسفنديار الذي يوصف بأنه ليبراليّ النزعة على خلفية تصريحات فُهمت على أنها عودة لـ الوثنيّة . وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها مشائي لسهام التيار المحافظ فقد سبق أن تطرّق لمواضيع اجتماعيّة وأخرى تتعلق بالسياسة الخارجية أثارت استياء المحافظين.
وكان رحيم مشائي قد صرّح في مؤتمر للايرانيين في المهجر قائلا هناك تفسيرات متعدّدة للاسلام حول العالم لكن فهمنا لحقيقة ايران والاسلام ينبع من المدرسة الايرانية. من الآن وصاعداً علينا أن نقدم المدرسة الايرانية للعالم . هذه التصريحات لم ترق لمحافظي ايران الذي يتصيّدون عادة زلات صهر الرئيس نجاد لتوجيه سهام النقد اليه، وأثارت الجملة التي نطق بهام مشائي عن الاسلام انتقادات شرسة من المحافظين، اذ قال رجل الدين المتشدّد آية الله أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران ان وضع مدرسة ايران في مواجهة مدرسة الاسلام هو قومية وثنية لم يقبل بها الشعب الايراني قط ، في حين قال النائب المحافظ أحمد توكلي الذي غالبا ما ينتقد نجاد وحكومته ان ما تفوّه به صهر الرئيس ومدير مكتبه يعتبر خيانة للاسلام ولايران، وعلى الرئيس توضيح موقفه من هذا الشخص الذي يستخدم منابر عامة للتعبير عن مواقف منافية للدستور والاسلام وايران . في حين نصح محافظون آخرون مشائي بـ تجنب الحديث عن الاسلام وعن ايران حتى لا يكرّر مواقف الملكيين والجماعات القومية .
يوصف مشائي بأنه ليبرالي النزعة من قبل التيار الدينيّ المحافظ ، بعدما بدا يضرب على وتر النزعة الوطنية القطرية الفارسيّة التي يمقتها رجال دين ايران المحافظين اعتقادا منهم أن ذلك قد يؤدي الى العلمانية، وسبق وأنّ صرّح في 2008 تصريحاً مثيراً للجدل ذكر فيه أنّ ايران صديقة لاسرائيل وأميركا. وكان مشائي قال خلال فترة ولاية نجاد الأولى ان ايران عدو للحكومة الاسرائيلية لكنها صديقة للشعب الاسرائيلي، وأثارت تصريحاته تلك احتجاجات عنيفة من قبل رجال الدين في ايران الذين استغلوا حينها وسائل الاعلام ومنابر المساجد للتحريض ضدّه والدعوة الى قتله سياسياً وحرمانه من كل منصب. وسبق لمشائي أيضاً أن أثار الجدل والاحتجاجات في ايران عندما اعتبر بعض المناطق الواقعة ف اقل م أذرب جان الا راني الواقع في شمال اقل م كردستان الغ راني بأنها تابعة للأ راد الأمر الذي أثار غضب الأتراك الأذرب جان ن في السلطة وخارجها واتهموه بأنه اعتبر أذرب جان أرضاً رد ة، الا أن مشائي أوضح بأنه لم عتبر أذرب جان رد ة بل انه شرح الخارطة الاثن ة لا ران فقط، مش راً ال وجود الأ راد ف جنوب اقل م أذرب جان الغربي.
مشائى شخصية يرى البعض أن لها تأثيراً كبيراً على القرارات التى يتخذها نجاد متحدياً بها المرشد، لذا يكرهه المرشد والجناح المحافظ، لما لمشائى من توجهات ليبرالية ولما عرف عنه من تصريحاته التى لا تليق به كأحد أعضاء التيار المحافظ المتشدد، حيث قال فى أحد التصريحات التى لا يمكن أن تنسى س ان اسرائيل ليست دولة عدوة لايران ويمكن للشعب الايرانى أن يقيم علاقات مع الشعب الاسرائيلى .
وفضلا عن ذلك، فقد أشيع عن مشائى مؤخراً تورطه فى سلسلة اتصالات لفتح حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أثار غضب التيار المحافظ والمرشد أيضاً، وكان يتوقع المرشد من نجاد أن يبادر هو باقالته وابعاده عن المشهد السياسى، لكن نجاد خيب آمالهم.
ومشائى الشخصية غير المحبوبة فى ايران لم يقربه نجاد منه فحسب بل سعى لتمهيد الطريق له لتوريثه السلطة أو يكون خليفة له عن طريق ابعاد كافة معارضيه سواء من البرلمان أو من الوزارة، ورأى نجاد أن يبعد أول وزير يشغل أكثر الوزارات حساسية ويسيطر مشائى عليها وهى وزارة الاستخبارت، كى يضمن الاطاحة بمعارضيه، وهو فى طريقه الى تنفيذ فكرة التوريث.
وأطلق المنتقدون على نجاد وصهره اسم الفرقة المنحرفة فى اشارة الى انحرافهم عن الولى الفقيه ومخالفة قراراته.
وجاء رد فعل البرلمان الايرانى، متمثلا فى رئيسه البرلمان على لاريجانى المعروف بولائه للمرشد، قاسيا حيث أكد أن هذه المجموعة المنحرفة لن تنجح أبداً فى مسعاها.
لقد ساهمت مصاهره مشائى لنجاد فى أن أصبح هناك نوع من العلاقة العائلية والتحالف السياسى، ويرى المتشددون أن مشائى كان سببا فى تغيير أجندة نجاد المتشددة الراديكالية، وأنه أسهم فى حدة الصراع بين فصائل المتطرفين والمحافظين، وجاء التقرير السياسى للحرس الثورى بمنزلة صدمة لأحمدى نجاد، اذ اتهمه التقرير بالتقصير، وبأنه ليس محافظا كما يجب، وأنه تسبب فى انقسامات بين القوى المحافظة، فيما يرى رجال الدين أن الباعث على ذلك هو رحيم مشائى نفسه.
وفى الوقت الراهن، عاد نجاد مرة أخرى لينهى أزمة سياسية أصبحت حديث الساعة ووجبة دسمة لوسائل الإعلام الخارجية ويعلن ولاءه من جديد للمرشد الأعلى، لكنه ترك علامات استفهام حول موقفه من صهره بعد ذلك بعدما تسبب فى أزمة حقيقة كادت تعصف بحياته السياسية.
AZP07