
صاروخ على الرمادي .. صاروخ على كربلاء
فاتح عبدالسلام
تحدث مسؤول أمني عالي الرتبة في الأنبارالى هيئة الاذاعة البريطانية عن وصول قاذفات صواريخ ايرانية تعرف باسم زلزال 2 وانها ستكون إحدى ركائز معركة استعادة الرمادي مركز الانبار التي سقطت بيد تنظيم الدولة الاسلامية قبل أيام.
الصواريخ الايرانية نسخ مطورة من صواريخ سكود الروسية، ذات قوة تدميرية كبيرة تحمل رأساً متفجرة بقوة ستمائة وستين كيلو غراماً من المادة البارودية، ويصف الخبراء هذه الرؤوس بالغبية لأنه من الصعب توجيهها بدقة.
الصواريخ الايرانية لن تحسم المعركة التي تقودها المليشيات بشكل رئيسي، فهي تشبه مركز شرطة في الكرادة أو المشتل أو علاوي الحلة يستخدم مقاتلة من نوع أف ستة عشر .
من السهولة ان يتم اطلاق صواريخ عملاقة على الرمادي واحالة منازلها وأسواقها الى تراب لكن التنظيم المقاتل لا يمكن أن يفنى ويترك مواضعه منسحباً أمام مليشيات سيكون عليها دور الهجوم أمام عدو يعرف الأرض ومساراتها كما انه تنظيم يسيطر على كامل شبكة خطوط محافظة الأنبار باستثناء حديثة.
الصواريخ الايرانية ليست أقوى تأثيراً من ضربات جوية للأمريكان تستند الى قراءة دقيقة ومسح عالي الدقة للأقمار العسكرية الامريكية . ومَن يريد التقليل من امكانية الأمريكان في حسم المعارك الدقيقة مثل معركة الأنبار يكون واهماً. ومَن يظن أن الأنبار حالها مثل تكريت الخالية من سكانها وقت القتال سيكون أكثر وهماً.
الصواريخ الايرانية إذا جرى إطلاقها على المدن العراقية تحت أية ذريعة ،ستكون حتماً حافزاً لتنظيم الدولة الإسلامية للبحث بإبرة عن قاذفة صاروخية شغّالة لإطلاق صاروخي سكود بحوزة التنظيم من غنائم الجيش السوري على أي تجمع سكاني يوازي الرمادي أو الفلوجة كهدف. لا تستبعدوا سقوط صاروخ فوق كربلاء بعد شهر أو شهرين من سقوط صاروخ ايراني ثقيل على مدينة عراقية . فتيل لحرب عمياء سيشعله الايرانيون ويحترق به العراقيون في الرمادي أو النجف . الى متى سنظل لا نواجه الحقائق حتى لو كانت مزعجة بل مرعبة ومميتة. ما معنى تجاهلها وهي أمر واقع.
الإعلان عن دخول صواريخ أرض أرض إيرانية الى أرض العراق خطأ استراتيجي في مسار الأحداث ، لكن الجميع يبحث عن نتائج سريعة ولا يهمه ماذا سيحدث لاحقاً إذا انتهى من قطف هدفه.
FASL
رئيس التحرير
لندن


















