شمعةٌ تهذي

شمعةٌ تهذي

علي مولود الطالبي

ابنتي …..

هذا المساءُ يمرُ

في حناجرِ المقابرِ

يفتحُ للأحداقِ قوافل النشيج

هنا شمعة تهذي …

هنا سريرٌ يعبرُ التابوتَ

وأنتِ في المدى البعيد

خيوطُ العنكبوتِ شباكٌ

لاصطياد الحزن على شرفاتكِ

ابنتي … هناك …..

ساجدةٌ تراتيل الضوء …

وملائكة تنحني لروح

أضاعها وطن يعجُ بدمٍ لا يعرف إلا رائحة الرّمل والجنازات

أنتِ تغريبة ؛ مرسومة على التراب

ودمعة تنبتُ فيّ …

وبقايا حياة

هذا حضني تزوّد بالفراغ وأنتِ في الغياب

وفصولي كلّما راودها ريحٌ معطّر ؛ ارتدّتْ تلاحقُ طيفكِ الشجيّ

دمي جفّ، ودمكِ ساقية دمي يا صغيرتي

عليلةُ الجسدِ انتبذتْ قبراً … سهوا

يجيء صدى صوتكِ سهواً فيينع فيّ

أيا وجعاً اختلستهُ مني جدران تفيضُ بالظلام

أتيهُ هنا خلفكِ … ابحثُ عن مسلكٍ لدمي في دمّكِ البعيد

أتيهُ هنا ؛ وأموت هنا … ويحملني ريحاً دائم الجرح

لعلّي ألقاكِ …..

ينفتحُ الجرحُ لمّا التمسُ الحضنَ الذي بدونكِ ينوح !

أصلّي، أعرِجُ لجسدكِ العليل ؛ موغلاً في عتمة التابوت

غير أنّ خيولَ الأمنيات تخلو مِن بلوغِ مداكِ الغائم

ابنتي ….. لقلبي نواقيس حطتْ فوق أرصفة الغروب

وبعض من البكاء

بي وجع، بي شوق …..

ولي ملامحُ يتيمٍ

يجوبُ خيالَ المقابر

وقد راودها الرحيل إليكِ سهوا

مشاركة