شعبنا يريد التغيير
تتصاعد الاحداث في بغداد والمحافظات من خلال التظاهرات والاعتصامات احتجاجا على الاوضاع المزرية في مؤسسات الدولة من شح الخدمات والافساد المالي والاداري التي اوصلت البلاد الى التدهور الاقتصادي والبطالة وتدمير الصناعة والزراعة وتهديد امني من قبل الدواعش الارهابيين ..لذا ان المتظاهرين الذين انطلقوا منذ شهور عدة قد اثمرت احتجاجاتهم التي تحولت بفضل الخيرين الوطنيين من العراقيين الى اعتصامات وهكذا تشهد كل جمعة في بغداد والمحافظات ان جموع العراقيين التي تخرج محتجة على ماالت اليه اوضاع البلاد والعباد من تدهور اقتصادي وشح الخدمات واستشراء الفساد والمفسدين وسرقة المال العام جهارا نهارا منذ ثلاثة عشر عاما دون ان يقدم مذنب منه الى قضاء شبه نائم !! مع ان خيرات بلادي نعمة وفرها الباري عز وجل تمثلت بماء عذب ومساحات خضر ونفط محسن ولكن الشعب يعيش الامرين ومنهم من تسيب أويستجدي بحثا عن لقمة عيش وهي ليست لقمة كريمة على أية حال ..و اصحاب القرار انشغلوا عن هذا الواقع المؤلم بخلافاتهم وفق مفهوم ( البيضة من الدجاجة ) اوالعكس وذهبوا بالسجال الى عدم الاتفاق الحواري الى ابعد من ذلك بالتخندق الاعلامي والعسكري، ليعيدوا اجواء الحروب والملاحم !! من جديد مبتعدين عن اقتصاد البلد ورفاه شعبه من ابسط مقومات الحياة الرغيدة ..وحتى المعنيون في مجال التخطيط الاقتصادي لم يستغلوا فرص ارتفاع اسعار النفط العالمية أوزيادة انتاج النفط في حينها دون اللجوء الى الاقتراض من صندوق النقد الدولي وغيرها كما يجري الان وهم وحسب وصف المحللين للمشهد العراقي ( سياسيو الصدفة وصلوا إلى السلطة التنفيذية والتشريعية وبدأوا يبحثون عن الثروة والسلطة من اجل البهرجة والمواكب والحراس الشخصيين والحمايات والثروة واللهاث حول المكاسب الشخصية والمصالح الحزبية المحدودة )مع ان الناس انتخبوه ليحقق مطالبيهم ويرفع المظالم أن لم يستطع رفعها عنهم ويحقق متطلباتهم الشخصية ..ان الجموع الغاضبة التي تملأ شوارع مدن العراق من ساحة التحرير ببغداد والحبوبي في الناصري وفي بابل والنجف وواسط وكل المحافظات المنتفضة لم ترفع الا راية العراق دون اعلام احزاب او كتل او طوائف بل العراق اولا وقبل كل شيء ما يعني ان الشعب العراقي واحد موحد متصالح ليس الان بل هم هكذا كما دجلة والفرات منذ الالاف السنين وموضوع ما يسمى بالمصالحة وغيرها من المصطلحات هي في عقول السياسيين فقط لاادري بعد هذه المشاهد من فسيفساء وحدة وطنية راسخة من السواد الاعظم والتي كانت تطالب مجتمعة دون اتفاق مسبق وكل يرفع قصاصة اعدها بنفسه دون ان توزع عليهم كشعارات او مطاليب لجهات سياسية .. نعم انهم يطالبون باصلاح شامل لكل الفاسدين وانهم يطالبون برفض الطائفية المقيتة والمحاصصة التي اوصلت العراق الى هذه الاوضاع القلقة لصالح الاعداء والمتربصين من الاجندات الخارجيةولكن يبدو ان العراقيين مصرون هذه المرة على التغيير الشامل الكامل دون منقوص وهي كذلك بعون الله لانها ارادة شعبية قوية لاتقبل المساومة .وان على كل الشعب ان يساند المعتصمين ويشد من ازرهم حتى يواصلوا المسيرة خاصة وان العديد من البرلمانيين قرروا ان يعتصموا باتجاه التغيير وهي خطوة موفقة سوف تسهـل من التغيير انه قريب جدا .
عقيل المكصوصي