سيلا
من سلسلة الحب في زمن الحرب
(احببتك بطريقة تمنيت لو أن يحبني بها أحد)
استوقفتني عبارة محمود درويش هزت ذاكرتي وأعادتني للوراء
ذات الكلمات بصياغة مختلفة قالتها لي
-أحببته بطريقة لم يحبه أحد بها
لو كانت أمنيته كأمنية محمود لكانا معاً الآن .
أرادته لها وطناً… فكان لها غربة
أي عدل هذا الذي يجعلها تعشقه بهوس ويجعله يهرب دون إنذار مسبق ،كان غيابه كهزة أرضية لم يسبق التنبؤ بها
سمعت كثيراً عن قصتهم ، الجميع تحدث بها …ورغم ذلك كنت أخاف الحديث معها عنه حرصاً على أنوثتها المطعونة ممن تعدى في إسمه على الرجال
لكني لا أنكر أنه هناك الف سؤال يجول في خاطري كلما رأيتها ونظرت في عينيها
تقول لي…
-ألديك اي سؤال؟
-لا أبدا ..
-لكن نظراتك تكذبك !
– كلا لكن عيناك!!
-كنت أبكي .بكيت كثيراً وناجيت ربي أن يعيده إلي
-رغم ؟
(تقاطعني)
نعم رغم كل مابدر منه رغم أنه تركني في ليله مظلمة
رغم أنه تخلى عني دون سابق انذار
رغم انه وهبني فراقاً قاسياً لايستحقه قلبي منه .
(وبكت) ..مكملة…
أنت لا تعلمين ماذا يعني أن تعشقي حد الجنون لاتعلمين معنى أن يكون الحب بين عاشقين أغلى بكثير من خاتم مرصع بالالماس
-قاطعتها … إهدئي قليلاً أخبريني ماذا حصل
-كيف أخبرك بما لا أعلمه
-ماسبب رحيله
-لا أدري
فهو لم يجرؤ على محادثتي وإخباري بالسبب
-إذا لايستحقك
-ربما لم أستحقه
-كفي عن لومك لنفسك كما وهبك غياباً غير معلن عنه هبيه أنت بدورك نسيان كقوة غيابه
تمسح دموعها…
-حسناً إذاً ماهي مشاريعك ليوم غد
-لازلت ماهرة في تبديل الحديث
(تضحك)
-نوعاً ما
وتحدثنا بعض الوقت ثم غادرتها على أن نلتقي في اليوم التالي لنذهب معاً لأحدى صديقاتنا التي تمت خطبتها في الاسبوع السابق بشكل فجائي
الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق صباحاً
اتصلت بها
-هل أنتي جاهزة
-أحتاج القليل من الوقت
-أسرعي سنحضر خطبتها ليست خطبتك
-(ضحكت)أحب أن أكون بكامل أناقتي
-حسناً سنلتقي عند مدخل البناء في الثانية عشرة كوني جاهزة
-حسناً سأنتظرك
التقينا وكانت بكامل أناقتها حتى أنها لفتت نظري لشدة أناقتها
قلت لها
-تبدين عروس
-أُعجبك
-أكثر من رائع هيا نصعد تأخرنا
دخلنا وإذ بصديقاتنا موجودات جميعهم سعدنا كثيرا غنينا ورقصنا وضحكنا
قرع الباب
وإذ بصديقتنا تطلب من سيلا فتح الباب فعلى الأغلب إحدى صديقاتنا أتت
ذهبت سيلا مسرعة وفتحت الباب ويالهول ما رأت إنه حبيبها وبدأت الأسئلة تتضارب في ذهنها ماذا يفعل عنها… لماذا أتى … هل كان يتبعني؟؟
تأتي العروس من خلفها متفاجأة
-ااااه حبيبي ماذا أتى بك يالها من مفاجأة
هو بوجه أحمر وصدمة
-قلت لي أنك تحتفلين مع صديقاتك فأحضرت لك قالب من الحلوى
-أشكرك حبيبي تقبله بلهفة
وسيلا تراقب بصدمه
صديقتها
-عذراً نسيت أن أعرفكم حبيبي إنها صديقتي
-سيلا إنه خطيبي محمد
-تبتسم والدم جمد عروقها آه حقاً تشرفت بك استاذ محمد مبارك لكما وتدخل مسرعة
تتناول محفظتها وهاتفها وتخرج مسرعة وهي تبكي
شعرت أن هناك شيئاً غير طبيعي لحقت بها
و بينما كانت صديقتنا تضع القالب على الطاولة وسيلا تخرج باكية
أمسك يدها
سيلا أرجوك سامحيني لم أكن أقصد
فكان جوابها مؤلماً عندما ذكرت له عبارة لياسمين الخطاب قائلة
فقط مد يديك لقلبي واقتلع نفسك مني
فمذ أختزنتك في جوفي وأنت تنهشه
أما أكتفيت مني بعد
وغادرته
كنت خلفها لحظت ذلك حضنتها بقوة وقلت لها لابأس سيلا ،
سلاماً على من أبعد نفسهُ بنفسه….
عروبة الحمد – سوريا
