سؤال المسؤول – سعد جهاد عجاج
من عادة اي مسؤول حين يقوم بزيارات ميدانية لما تحت يده من مؤسسات وافراد ان يستعرض خدماته وصلاحياته و امكانياته وعضلاته لاثبات القدرة على التغيير وفعل شيء مختلف بشخطة قلم كما يقولون. لكن العبارة التي يستخدمها بعض المسؤولين لا تناسب الزمان المكان والحال. استغربت حين رأيت قيادات التربية تتجول وتتنقل بين المدارس الريفية الكرفانية الهزيلة وتسال الطلاب: «محتاجين شي؟ «. ماذا نتوقع ان يكون جواب التلاميذ وهم لا يعرفون حاجتهم لعدم وجود شيء اصلا ولعدم معرفتهم امكانية المسؤول السائل ولعدم ثقتهم ان حالهم سيتغير نحو بيئة افضل. لو ان المسؤول كان اكثر جرأة واستعداد لتحمل المسؤولية لأظهر لنا البناية بالكامل ولزار صحيات المدرسة ليعرف وتعرف الناس بأي بيئة تعليمية يدرس ابنائهم. الغريب ان صاحب القرار ياتي وهو محمل بشحنات الغضب على مدير المدرسة بالسؤال المعتاد: ما هذا، ولم لم تفعل ذلك؟ وكأن المدير لديه عصى موسي او انه ملزم بان يصرف من جيبه الخاص ومليارات الموازنة تتناثر هنا وهناك حتى وصلت لدول الجوار والى لندن وباريس في حين ان المدارس ليس لها ميزانيات. فاما ان ياتي المسؤول ومعه حلول جذرية وحل للمشكلات وبضاعة ولو كانت مزجاة تسد بعض الخلل او لا داعي للاستعراض فالجميع يعلم الخلل.
