زمان جديد ـ درسان للعراقيين من مانديلا ومن رئيس الأورغواي ـ حسين سرمك حسن

زمان جديد ـ درسان للعراقيين من مانديلا ومن رئيس الأورغواي ـ حسين سرمك حسن
أقول انهما درسان للمعارضة العراقية، وليس للحكومة العراقية، لأن هناك ظاهرة سيكولوجية خطيرة جدا، ستدمر البلاد ــ ان لم تكن قد دمّرتها ــ اذا لم تعالج، وهي أن المعارضة العراقية مازالت تتصرف كمعارضة، بالرغم من أنها قد تسلّمت الحكم، وأمسكت مقاليد السلطة بيدها الآن. أقدم درسين من بين عشرات الدروس للمعارضة العراقية، الدرس الأول اخبرنا به صحفي مطلع جدا على خفايا الأمور في احدى الدول العربية حيث قال ان وفدا عراقيا يتكون من الأحزاب المختلفة قد زار جنوب أفريقيا بعد الاحتلال للاطلاع على تجربة هذه الدولة التي تقترب تعقيدات وضعها من وضع العراق، والاستفادة منها في ادارة وضع العراق، وكان ممن التقوا بهم المناضل نلسون مانديلا وهو على فراش الموت الآن. استمع مانديلا الى أعضاء الوفد بهدوء، وركّز على الكيفية التي يتعاملون بها مع التشكيلات السياسية والحكومية التي كانت قائمة قبل الاحتلال. ولاحظ أن أحد أعضاء الوفد من أحد الأحزاب الدينية، كان شديد الحماسة في استعراض الاجراءات التي اتخذت، والتي سوف تُتخذ، لمعاقبة كل من كان محسوبا على النظام السابق، وعن الاضطهاد الديني الذي سلطه النظام السابق على فئة معينة من الشعب.. الخ.
سأله مانديلا بهدوئه المعروف أنت مثقف، فهل تحمل شهادة جامعية؟ فأجابه نعم من الكلية الفلانية، فسأله وهل كنتم في الكلية معزولين كصفوف للسُنّة وأخرى للشيعة، فأجابه لا.. كنا نداوم سوية. سأله ثانية وفي مرحلة الدراسة الابتدائية، هل كانت صفوف التلاميذ الشيعة معزولة عن صفوف التلاميذ السنّة؟ فقال لا، فقال مانديلا أتمنى أن تطلّعوا على معنى الاضطهاد العرقي والديني الذي كان قائما في بلادنا بصورة حقيقية، كانت هناك شوارع ومقاهي وحانات وباصات كان الزنجي يُقتل اذا دخل اليها.. الخ. ثم صمت مانديلا قليلا، وقال لأعضاء الوفد العراقي صدقوني سُجنت في جزيرة منعزلة 25 عاما.. وكنت وأنا في الزنزانة أرى الحراس يأخذون المعتقلين السياسيين الزنوج من رفاقي، ويشوونهم وهم احياء في فرن حديدي، وكنت أسمع أصواتهم المستغيثة، وشوي لحمهم وطقطقة عظامهم. وعندما تسلمنا الحكم لم نجد من سبيل الى استقرار جنوب أفريقيا سوى نبذ روح الثأر، وتطبيق شعار نسامح ولكن لا ننسى بصدق وبصورة حقيقية.
فهل نحن على استعداد للاستفادة من درس مانديلا؟
أمّا الدرس الثاني فهو من رئيس الأورغواي الذي قال في لقاء مع وفد من احدى الدول العربية المبتلاة بالتمزق والصراعات السياسية، قال لهم نصا
أنتم داخلون في دوامة الثأر والتصفيات، لقد سجنني النظام السابق في بئر ــ تصوروا في بئر ــ ولمدة 13 سنة.. تصوّروا مسجوناً في بئر لمدة 13 سنة .. وكانوا يعطونني رغيفا واحدا في اليوم، وكنت أقتسمه مع فأر صغير صار صديقي في البئر.. وعندما خرجت وصرت رئيسا طويت هذه الصفحة تماما.
هل يحتاج هذا الدرس الى تعليق وشرح وتفسير؟
AZP20

مشاركة