زقاقٌ للنوم والماء

زقاقٌ للنوم والماء

عادل الصويري

نخلةٌ في دمي

أنبأتني

بأنَّ الكتابةَ كانت قُبَيْلَ الكتابةِ نهراً

تغني على ضفتيه النساء

والفراشاتُ

كانت قصائدَ فوقَ الشفاه

ومن النهدِ حينَ تُبللهُ قُبلةٌ

يستفيقُ إله

أنبأتني

 بأنَّ الطيورَ التي لاتشيخُ

تُريقُ على العُشبِ ريشَ انكساراتها

يشربُ العُشبُ من حزنها سرمداً للبقاء

والربيعُ الذي يكتسي صمتَ عصفوره

كاتبٌ للمراثي

الفصولُ انعكاسٌ لفضة أحلامها

أنبأتني

بأنّ الشموسَ بيوتٌ لحرفٍ

يراقصه العدمُ المتماهي مع الريح

أنبأتني

بأن الحصادَ المسافرَ في القمحِ

تبقى حقائبُهُ للمناجل محض التفات

كالتفات الجنودِ

إلى الحربِ سرّاً

وبينَ يديها كتابُ الخلاص

أنبأتني

 بأنَّ التواريخَ طبلٌ / صهيلٌ / رصاصٌ

وكلّ الذي يجعلُ الشمعَ والآسَ أسطورةً

يصعدُ العرسُ منها دُخاناً ببعضِ بخور

وأنَّ الحياةَ زقاقٌ

من النومِ يمتدُّ للماءِ معنىً ومنفى

ويأتي النعاسُ بآخر حُلْمٍ

قصيدةَ تفعيلةٍ

يرتديها البياض