رنا العطار تزاوج بين السريالية والواقعية وتعرّف بالتشكيل العراقي في بلجيكا

 

بروكسيل‭ – ‬عدنان‭ ‬أبوزيد‭ ‬

تجمع‭ ‬الرسامة‭ ‬التشكيلية‭ ‬العراقية،‭ ‬رنا‭ ‬العطار‭ ‬بين‭ ‬الفيزياء،‭ ‬وفن‭ ‬التشكيل،‭ ‬فبعد‭ ‬إن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬بكالوريوس‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬العلمي،‭ ‬قررت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬اكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭. ‬

والعطار‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬والمانيا‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬ترى‭ ‬إن‭ “‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تتقدم‭ ‬نحو‭ ‬الافضل‭ ‬عبر‭ ‬معارض‭ ‬متميزة‭ ‬للفنانين‭ ‬التشكيليين‭”. ‬

وترصد‭ ‬العطار،‭ “‬حرص‭ ‬الرسامين‭ ‬العراقيين‭ ‬على‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬العربية‭ ‬والغربية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬تعريف‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬بثقافتنا‭ ‬وحضارتنا‭”. ‬

واعتبرت‭ ‬العطار،‭ ‬إن‭ “‬الفنانات‭ ‬العراقيات‭ ‬يبرزن‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬بالأساليب‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬الرسم،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬

تأسيس‭ ‬موقع‭ ‬تشكيليات‭ ‬عراقيات‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬نشاط‭ ‬رسامات‭ ‬العراق‭ ‬ويعزز‭ ‬دورهن‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والمجتمع‭”. 

وتنتقد‭ ‬العطار،‭ ‬غياب‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬لفن‭ ‬التشكيل،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ “‬دعم‭ ‬اقامة‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬المختلفة‭ ‬واقامة‭ ‬مسابقات‭ ‬ثقافية‭ ‬وفنية‭ ‬للفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الشابة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬فن‭ ‬التشكيل‭”. ‬

وترى‭ ‬العطار‭ “‬بضرورة‭ ‬إن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬دورا‭ ‬واضحا‭ ‬للتشكيل‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬وهم‭ ‬مهم‭ ‬للتعريف‭ ‬بالفن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الغرب‭” ‬معتبرة‭ ‬إن‭ “‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬يستطيع‭ ‬بما‭ ‬يمتلكه‭ ‬أفكار‭ ‬وأدوات‭ ‬من‭ ‬عكس‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬للحضارة‭ ‬العربية‭”. ‬

ولايزال‭ ‬النشاط‭ ‬التشكيلي‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬متواضعا،‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬وتنظيم‭ ‬معارض‭ ‬مشتركة‭ ‬لكي‭ ‬يطور‭ ‬التشكيل‭ ‬العراقي‭ ‬أدواته،‭ ‬عبر‭ ‬استلهام‭ ‬تجارب‭ ‬المدارس‭ ‬التشكيلية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬يتوجب‭ ‬التأسيس‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الفنان‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬دولة‭ ‬اوربية‭ ‬معينة‭ ‬يجتمع‭ ‬فيها‭ ‬الفنانون‭ ‬العراقيون‭ ‬لإقامة‭ ‬معرض‭ ‬مشترك‭ ‬ينقل‭ ‬الثقافة‭ ‬والفكر‭ ‬والأبداع‭. ‬

وتأثرت‭ ‬العطار‭ ‬بالمدرسة‭ ‬الواقعية‭ ‬والسريالية‭ ‬وهي‭ ‬تزاوج‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭. ‬

والمدرسة‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬هي‭ ‬توجّه‭ ‬فني‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تصوير‭ ‬العالم‭ ‬المحيط‭ ‬بنا‭ ‬بأقصى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬والدقة‭. ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬التوجهات‭ ‬الفنية‭ ‬وقد‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتطورت‭ ‬تقنياته‭ ‬وأساليبه‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭. ‬

والمدرسة‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬بالعراق‭ ‬تستخدم‭ ‬التفاصيل‭ ‬الواقعية‭ ‬لتصوير‭ ‬الأشياء‭ ‬والمشاهد‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬وواقعي‭. ‬

ويعتمد‭ ‬الفنانون‭ ‬الواقعيون‭ ‬على‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬الرسم‭ ‬بالقلم‭ ‬الرصاص،‭ ‬والرسم‭ ‬بالفحم،‭ ‬والرسم‭ ‬بالزيت،‭ ‬والرسم‭ ‬بالألوان‭ ‬المائية،‭ ‬والرسم‭ ‬بالأكريليك،‭ ‬وغيرها‭. 

ويتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التفاصيل‭ ‬الدقيقة‭ ‬مثل‭ ‬الظلال‭ ‬والإضاءة‭ ‬والتفاصيل‭ ‬التشريحية‭ ‬لتحقيق‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭. ‬

ويمكن‭ ‬للمدرسة‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المواضيع،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭ ‬الصامتة‭ ‬والأشياء‭ ‬اليومية‭ ‬إلى‭ ‬المشاهد‭ ‬الحضرية‭ ‬والمشاهد‭ ‬التاريخية‭. 

ويسعى‭ ‬الفنانون‭ ‬العراقيون‭ ‬الواقعيون‭ ‬ومنهم‭ ‬العطار،‭ ‬إلى‭ ‬تصوير‭ ‬العالم‭ ‬المحيط‭ ‬بنا‭ ‬بأقصى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬والدقة‭. ‬ويستخدمون‭ ‬التفاصيل‭ ‬الدقيقة‭ ‬والحقائق‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬الأشياء‭ ‬والمشاهد‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬وواقعي‭. ‬ويتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الأشكال‭ ‬والألوان‭ ‬والظلال‭ ‬بطريقة‭ ‬تجعلها‭ ‬تبدو‭ ‬واقعية‭ ‬تمامًا‭. ‬

وتتنوع‭ ‬مواضيع‭ ‬الرسم‭ ‬الواقعي‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬الفنانون‭ ‬العراقيون،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬تصوير‭ ‬المشاهد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والأشياء‭ ‬اليومية‭ ‬إلى‭ ‬المشاهد‭ ‬الحضرية‭ ‬والمشاهد‭ ‬التاريخية‭ ‬والبورتريه‭ ‬والطبيعة‭ ‬الصامتة‭. ‬

على‭ ‬مر‭ ‬الزمن،‭ ‬قد‭ ‬يزداد‭ ‬انتشار‭ ‬الفن‭ ‬الواقعي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ويظهر‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الواقعيين‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬الفني‭. ‬ويمكن‭ ‬للفن‭ ‬الواقعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬والتجارب‭ ‬الشخصية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جمال‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حو‭ ‬

والمدرسة‭ ‬السريالية‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬رنا‭ ‬العطار،‭ ‬هي‭ ‬توجه‭ ‬فني‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬الواقعية‭ ‬وتصوير‭ ‬العالم‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬وغامضة‭. ‬تأسست‭ ‬المدرسة‭ ‬السريالية‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬العوالم‭ ‬الخيالية‭ ‬والأحلام‭ ‬واللاواقعية‭. ‬

ويتميز‭ ‬الرسم‭ ‬السريالي‭ ‬بالتناقضات‭ ‬والرموز‭ ‬والصور‭ ‬غير‭ ‬المألوفة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬الدهشة‭ ‬والغرابة‭ ‬لدى‭ ‬المشاهد‭. ‬وفي‭ ‬العراق‭ ‬هناك‭ ‬فنانون‭ ‬يمارسون‭ ‬الرسم‭ ‬بأسلوب‭ ‬سريالي‭ ‬وينتمون‭ ‬إلى‭ ‬توجهات‭ ‬فنية‭ ‬متنوعة‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مدرسة‭ ‬رسمية‭ ‬سريالية‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فنانين‭ ‬مستقلين‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬السريالية‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭. ‬

وتعكس‭ ‬أعمال‭ ‬الفنانين‭ ‬العراقيين‭ ‬السرياليين‭ ‬تجاربهم‭ ‬الشخصية‭ ‬ومشاعرهم‭ ‬وآمالهم‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬فنية‭ ‬مبتكرة‭ ‬ومستوحاة‭ ‬من‭ ‬اللاواقعية‭ ‬والحلم‭ ‬والخيال‭.    ‬وأعمال‭ ‬رنا‭ ‬العطار‭ ‬محاولة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الألم‭ ‬والمعاناة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العراق‭ ‬كدولة‭ ‬متأثرة‭ ‬بالصراعات‭ ‬والأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬

يجد‭ ‬الفنانون‭ ‬السرياليون‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ومنهم‭ ‬العطار،‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬القاسي‭ ‬وتشكيل‭ ‬رؤية‭ ‬فنية‭ ‬فريدة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬تجاربهم‭ ‬الشخصية‭ ‬ورؤيتهم‭ ‬للعالم‭. ‬

وترى‭ ‬رنا‭ ‬العطار‭ ‬إن‭ ‬الانفتاح‭ ‬الثقافي‭ ‬العراقي‭ ‬على‭ ‬أوربا‭ ‬والعالم،‭ ‬سوف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬تشكيل‭ ‬اكثر‭ ‬نضوجا‭ ‬وتنوعا‭ ‬وشمولية،‭ ‬وحتى‭ ‬المواضيع‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬يتناولها‭ ‬التشكيل‭ ‬سوف‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬الممنهج‭ ‬مع‭ ‬المدارس‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬التشكيل‭. ‬

 

مشاركة