رسالة لم تصل بعد
صباح الخير..
كيف حالُك …!
أما زلتَ تتذكّرُ اسمي ؟ ستجدهُ اسفل هذهِ الرسالة..
لا أعلمُ لِـمَ أنا بهذا الهاجس منذ الصباح ، فمذ استيقظت وطيفك يُطاردني…
عثرتُ اليوم على رسائلك في خزانتي ،مازلتُ احتفظُ بها..
هل تذكُرُ ساعةَ يدِك الرمادية ، تلك التي أضعتها آخر مرة !
وجدتها على الأريكة بعد رحيلِك، حيثُ كنتَ تجلس ..
اختفاؤها كان بالأمر الجيدِ ، لِأحتفظَ بشيء مِنْك على الأقل ..
كيف أنتَ اليوم !!!
أمازلتَ تحتضنُ السجائر كعادتِك ! لقد وعدتني آخر مرة بأنك ستتركها !
وعاداتك السيئة تلك حينَ تنثرُ دخانَك من حولِك ،
وأعقاب سجائرك المُبعثرة حيث تجلس ، أما زلتَ عليها حتى اليوم !!
ماذا عن ارتجالك للشعر ، أخبروني بأني اشبهُك بذلك..
لديّ الكثير لأقولهُ لكَ ، أأنك مهتمٌ لسماعِه !!
لقد غدوتُ أمرأةً ، وعمري صار يقضمُ بعشرينيته…
أرتدي الأحذية ذات الكعب العالي ، وأتَقِن وضع أحمر الشفاه ،
تعلمتُ كيف أستقلُّ سيارة أُجرة ، و لم أعد اخشى الشرطي بزيّه العسكري كما كنتُ أفعل في طفولتي..
وأريدُ أن أُخبرك بأني غيّرتُ نظارتي الطبية منذ شهور، و ابتعتُ هاتفاً جديداً لكنّي لم أُكلّمك ، اعذرني فأنا مشغولةٌ جداً ، و سأخوض امتحاناتي الأخيرة قريباً …
يبدو إنّك لم تعلم بأمر رقودي الاخير بالمشفى ،
فلم تَكُن حاضراً ، لكنّي تمنيتُ أن تفعل …
وعلبة الفنتولين بتُّ استخدمها بإفراط مُذ رأيتُكَ آخر مرة…
اووه قبل أن انسى ، لقد التقطتُ العديد من الصور بثياب تخرُّجي ،
لا تقلق سأُريكَ كيف بدوتُ جميلةً بذلك اليوم ،
سَأُريكَ ، حالما تتذَكرُّني..
اشتقتُ اليك ، وأكرهُ الاعتراف بذلك..
نجــوى السلطانـــي – النجف