قصة قصيرة
ذكرى – نصوص – تمارا شاكر
الذكرى الاولى
كانت احداثها مكررة لكن وقعها
في قلبي كان مختلفاً
كانت اعوامي لاتتعدى الخمسة
_أنت جيرانه الجديد شنو أسمك؟
وانتِ شعليج بيه!
_شبيك منو وياك ليش تبجي؟
بابا ميقبل يشتريلي بايسكل يكولي بعدك صغير والله اني جبير واعرف اسوقه حتى مال ابن عمو اسوقه بلا ماالزم شي
(منذ الصغر اعتاد ابي ان يقلل من قدراتي رباني على الخوف منه فخفت التقرب منه اصبح وقع خطاه بالمنزل يثير الرعب داخلي)
_اني عندي واحد تعال نلعب بالفرع الثاني محد يشوفنه بس انت شنو أسمك اني اسمي صبا.
(مرحة منذ اول مرة التقيت بها تفعل ماتجد به راحتها لا ما تهتم لأحد) .
ذكرى الثانية
صبا مداعرف اقرا وباجر عندي امتحان جغرافيه وكومه بيها تعاريف الانهار والجبال والسهول ومدااميز بينهم .
_اعبر على سطح يمي تعال اني اقريك اني اخذت بيها 96 بالمئة.
انت حتاخذ اعلى مني وحتشوف رح نكتب على السبورة عدد الصفحات وكل ورقة نخلصها انت تكوم تشخطها اتفقنا علي؟
(رغم صغري علمتني اثق بنفسي وانجح واضع اهدافي واحققها كانت معجزة )
الذكرى الثالثة
أبتدأ قلبي يخفق لها كلما لمحتها ترجع مع صديقاتها من الثانوية تبتسم لي وخافقي يكاد ينفجر.
لم تتغير معاملتها لي ،لم تنته جلساتنا على سطح منزلها ونحن نذاكر معاً او افضفض لها عن ما يزعجني .
_شوف القمر مو كل شي يحيطه مظلم بس هو ديضحك شوف تره عنده وجه مبتسم بس ركز بي ولتفكر بمرض خاله الله رح يشفيها وترجع مثل القمر تضحك الك كل يوم مظلم
(كنت اغوص في موجة ضحك من كلامها ،علمتني كيف اتغاضى عن مايزعجني واتفاءل كانت ايقونة فرح)
الذكرى الرابعة
أختفت صبا منعتها والدتها من الجلوس معي كنا نتبادل النظرات في ما بيننا كانت الشمس تعكس على شعرها البني فيزداد اشراقاً
الذكرى الخامسة
انتظرتها قرب المدرسة مسكت بيدي رسالة كتبتها بارتباك واضح على تعرج خطها بحت لها بما أشعر بيها.
ما أن لمحتها تقترب مني حتى وضعت الرسالة في يدها وغادرت مسرعاً
كنت اضع نصف زجاجة العطر وارفض أن احلق لتراني رجلاً امامها
الذكرى السادسة
توفت والدتي كانت صبا الدفء بعالمي عندما تخرج والدتها مع أخواتها تتحجج بالبقاء بالمنزل لتكلمني على الهاتف تواسيني وتضحكني وتشجعني
_بعد سنة انت حتكون مهندس تخبل
راح تبني بيت اليه والك من طابق واحد اني ماحب البناء الجديد.
ونسمع الصبح فيروز واحنه نشرب الكهوة بحديقتنه نزرع بيها جوري وقداح ويصير عدنه ولد يشبهك وبنية تشبهني.كنا نلتقي عندما تسقي الحديقة عند باب منزلها كان تغرق النباتات حتى تطيل مدة رؤيتها لي
(كنت استمع اليها وتتراقص في مخيلتي فراشات )
- كبرت وأصبحت مهندساً وصبا دخلت كلية التربية كانت تعشق الاطفال والتدريس رغم مجموعها العالي الا انها اختارت ما تريده لم استغرب تصرفها لانها اعتادت ان تجري خلف ماتريد لا خلف مايريده غيرها.
تزوج ابي من خالتي كانت تعاملنا انا واختي بما يرضي الله تقف معنا ضد جبروت وظلم والدنا تخفي ذلك الحزام الذي اعتاد ظهري عندما كنت اتاخر مع زملائي في ايام الامتحانات ونحن نستعد لها لم يكن متفهماً كان يمارس مهنته كظابط حتى داخل المنزل .
الذكرى السابعة
علي تقدملي عريس واني باقيلي سنة واتخرج اني مرح اقبل بي بس اريدك تسويلي شي تحسسني اني الك
_كنت واقفا امامها عاجزاً لا استطيع ان اوعدها بشيء خفت رفض والدي لزواج منها وهو منذ سنين اختار لي بنت صديقه التاجر زوجة لي كي تتحسن ظروفنا المادية.
ماطلت كثيراً وكثيراً رفضت هي ابن خالتها وزميلها الذي هام بها والعديد لاجلي رغم اني لم احرك ساكنا لاجلها لطالما اكتفيت بالصمت.
الذكرى الثامنة
صارحـــــت خالتي بحبي لصبا وعدتني بان تلين قلب والدي لكــــــــــــن كيف سيلين الحجر؟
رفض رفضاً قاطعا غادرت المنزل وقضيت ثلاث ليالي بمنزل صديقي امجد كانت تلك اكبر ثوراتي لم اكلمه لم انطق حرفاً واحد امامه
(كل ماعلمتني صبا تلك الدروس
كيف اثق بنفسي
امام عقدتي وخوفي
من والداي ذهبت سدًى كأنها كانت تملأ قارورة مثقوبة ثقبها والدي بظلمه و غضبه وبكسرة لي
اقترح امجد هو واهله بمساعدتي بالزواج منها لكني رفضت
خفت ان تطاردنا لعنة غضب والدي
يا لي من جبان احمق..
الذكرى التاسعة
سافرت صبا مع اهلها عندما اشتدت الاوضاع الامنية خطورةانقطت علاقتي قبل ان تسافر باكثر من ستة اشهر حاولت مكالمتي وكنت ارفض كل ماكان يجمعني بها نظرات عتاب من أعين تكاد تنفجر من حبس الدموع بهاغادرت وغادر قلبي معها رمقتني بنظرة كسرت قلبي الى نصفين
كنت اتأمل القمر وبيدي سجارتي
وافكر هل تفكر بي ؟هل اخطر على بالها؟
رفضت الزواج من بنت صديق والدي غادرت المنزل استأجر منزلاً صغيراً كنت اعمل صباحاً ومساء حتى الساعة التاسعة اعود الى سريري كجثة هامدة
بعد ثلاث سنوات وجدت صفحتها الالكترونية كنت اراقبها بحنين قاتل ارسلت لها رسالة ولم يصلني منها رد رفضت قبولي كصديق في صفحتها ،أعذرها كان يجب ان اكون زوجها لاصديقها
عرفت بعودتها من السفر من صفحتها بحثت عنها ووجدت عنوانها ذهبت اليها بعد تفكير
أصابني بأرق لايام طويلة
طرقت بابها خرجت فاتنة ساحرة اعادت الحياة لقلبي خرجت
برفقة طفل صغير يبكي تسمرت في مكانها ناداها (ماما) وأخرسني
انا الاخر،سنوات وهي تزرع في داخلي حب وثقة وحنان وامطرت ايامها ألماً
رفضت الكلام معي كما رفضت الكلام معها سابقاً اهدتني ذكريات عديدة تطارد تفكيري كل يوم قبل ان يغفو جفــــــني مازالت اعيشها كلما مررت بطريقي بقرب منزلنا القديم وشــــــــاهدت ساكنيه الجدد وهم يلعـبون قرب بابه
أهديتها وجعا افقدها القدرة على الكلام مجددا معي.

















