1
عندما تستيقظ ُ الشـمسُ وتنزاحُ النجومُ
والرِّياحُ الهوجُ تغفـُو والليالي تأتلي فيها البدورُ
عندما تـُطفـَئُ في عينيك ِأفلاكٌ وفي خدَّيك ِتذْبـَلُّ الكُرُومُ
يظهرُ المستورُ يوماً من عذاب ٍوالهمومُ
تـُخبرُ الأقمارُ عن طول الليالي
عن معانات ٍتـُديرُ الهمَّ من حال ٍلحال ِ
عن دموع ٍترتعدْ منها الغيومُ
وستبقى فكرة ٌصُغرى هي الموتُ الرحيمُ
2
ارْتضيت ِاليوم ِعني بعطور ٍوحرير ٍوقصور ٍلا تدومُ
وبقلب ٍنبضُهُ خُطـْواتُ عُكـَّاز ٍهواهُ لا يهيم بشفاه ٍمن حديد ٍعن شفاه ٍلا تصومُ
وتنادي أنـَّه النــَّصرُ العظيمُ 3
ارْتضي إن كانَ لا يُرضيك ِقلبي واعْتناقي للشباب ِ
واطـْرُقي أبوابَ غيري في الهوى إن كانَ لا يُجديك في الأحلام ِبابي
واقـْتني الأسوارَ والأحجارَ والدُّرَّ وأصنافَ الثــِّياب ِ
علَّ هذا الدربَ يُهدي للصَّواب ِ
4
اترُكي أرضي وفأسي وافتقاري
انكرُي سيفي وخيلي وانتصاري
امسحي ذِكري من الدُّنيا إن ِاسْطعت ِوداري
واحرقي كلَّ الرسالات ِِالتي أرسلتـُها من جمر ِناري
لم يعدْ فيك انـْتِصَارا ًكشفُ ما خلفَ السِّتار ِ
5
ارحلي عني بعيدا ًلن يطولَ الدَّربُ أقصى من خُطاهُ
ابحثي غيري سعيدا ًتقـتـني أرضا ًسماهُ
واركضي نحو الدنانيرَ التي تحوي يداهُ
إنـَّني من عُتبَتي هذي أرى يومَك يدنو أنـَّني دوما ًأراهُ
6
ذاتَ يوم ٍسوف تأتين إلينا كالغيوم ِ
ما لديها من خـَيار ٍمثلُ أوجاع ِالكـُلـُوم ِ
ذاتَ يوم ٍسَوفَ ترضينَ عَلينا كاليتيم ِ
ما لديه من أمان ٍمثل آثار الرسوم
ضائع ٍ يبكي أباه ِ
غارق ٍ بين الهموم ِ
7
عندها أرمي على الدنيا عتابي
عندها فيك أقاضي هذه الدنيا على طول ارتحالي
عندها أبكي لياليَّ الخوالي
بعد هذا أستقيلُ الحبَّ من فوق ِالجبال ِ
8
لم يعدْ يكفي عزاءً دمعُ أجفان ِاصْطِباري
لم يكنْ يوما ًخيارا ًصدُّ أمواجَ البحار َ
انـْتهتْ كلُّ فـُصُول ِالعَرض ِفي صمت ٍولم يبقَ سوى سَدل ِالستار ِ
أياد محمد الحداد – بغداد
