دو شيش ميز

دو شيش ميز
حامد الكيلاني يوم حدث زلزال 11 ايلول»سبتمبر 2001، وتداعى مركز التجارة العالمي في نيويورك، تداعى قلبي ومعه صندوق أمين البصرة والله يخلي صبري، لكنه نفد بسرعة، واحتلت بغداد ابتداء من صندوقها، وتم تصديرنا الى بلاد الجرمان، حتى ضاقت بنا طوابير دوائر جوازاتها وهجرتها، ونصبوا لأطفالنا الألعاب في انتظار بليادشو يوزع الاتسامات، وآخرون يوزعون لنا رحمة هيئة الاغاثة الدولية، ومن بعيد رفع صديقي قبضة يده بإشارة النصر، التي داعبت مخيلة مناضل قديم قطعتين سرت في روحه هلهولة للشعب الصامد، وشاهدت من بين سرفات الزمن التي مرت على وجهه وشعره، ابتسامة رضا وفخر وبدون تردد قال لي صديقك بطل وانت بطل، أكيد منتصرين ، قلت لا، انها اشارة لحصوله على كيسين رز.. امتعض ثم ابتسم، ثم ضحك وضحك الاخرون بجنبه، وسرت الضحكات وفرح البليادشو ظنا منه بتصدير الفرح لنا نحن الاطفال الكبار، بعدها عرفت ان البليادشو ، شاب فنان عراقي فقد عددا من اعضاء فرقته الفنية اثناء استيراد الخضرة اكسباير ..
اليوم التجارة والاستيراد والتصدير بين البلدين الشقيقين، اصبحت مزدهرة ورائجة، كانها سوق متبادلة للنخاسة والمذلة والفقر واليأس والامراض السارية والجاثمة والروماتيزم والكحة والكريب والسعلة والزكام، تجارة نزوح وتشرد واحلام توطين وانتظار وافواج سياحية تعبر الحدود وتتكاثر، لعل في افق دوميز ــ دهوك علامة نصر بالحصول على طعام وخيمة اغاثة ومصل انف العنزة وصحن بلاستك و بدون ــ جليكان للماء، وفراش ولحاف ازرق، تعمدت المنظمة الدولية ان تصدر لجموع النازحين حلم السماء العارية، الا من الله ..
استميحكم أساي، غير مسموح ان نسب وان نلعن او نشتم احدا او نكفر بالسلطات والنيات والافكار التي روجت تجارة استيراد وتصدير اللاجئين بين سورية والعراق، لكن اتمنى، والامنيات حلال، ان تنظر كل الاطراف الى حال البقية من لاجئي العراق في سورية، حدقوا في مآسيهم وحاجاتهم وانتظار رحمة التوطين او حصة الصدقات الأممية ومأزق الحرب والعنف والدم ورعب الطريق بين دمشق ومنفذ التنف الحدودي، الذي غابت عنه الحماية ولا يمر فيه سوى العراقيون ..
قبل ايام اعلنت حكومة اقليم كردستان ان عدد اللاجئين السوريين تجاوز 110 ألف لاجئ اغلبهم من مدن الشمال السوري والاكراد غالبية، وبالرغم من المساعدات التي تقدم لهم، لكن حكومة الاقليم اعلنت بوضوح عدم قدرتها على توفير ما يلزم لاعانتهم ورعايتهم ..المأساة كبيرة وجامحة في معسكر دوميز دهوك ولن ينفع جمال انجلينا جولي ويدها الرقيقة وقلبها الشفاف وانسانيتها في تبني اطفال ورجال ونساء سورية والعراق، فزوجها براد بيت كما هي الامم المتحدة عاجز عن توفير عائلة بديلة تتبنى شعب دوميز او شعب جرمانا
اتصل بي صديق كوردي سوري،لا اطيب منه قال يا صديقي وصلت الى معسكر قريب من دهوك يدعى دوميز، ولم يكمل… كان صدى سعاله وسعال من معه يتجاوز جمال طبيعة المكان كما وصفه، قائلا حالتنا حالة، شغلة شغلة، منظر مو بشري، مجبورين، شغلة تبكي، على كيف كيفك، عائلات، مصيبة…
وانا ليس لي الا ان احول سماعة الموبايل الصغيرة، وافتح السبيكر بالقرب من اذن العالم ليسمع نداء النجدة لما يحدث في دوميز ..من يعرف اللغة الكوردية، يدرك معنى دو ومعنى ميز ، وانا احب اضيف عالم دو شيش ميز ..
/4/2013 Issue 4488 – Date 27 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4488 التاريخ 27»4»2013
AZP20

مشاركة