دوار الغابة المتمردة – مهدي الماجد

دوار الغابة المتمردة

مهدي الماجد

قريبا ً . . ويمضي الليلُ

بما فيه من سكون ٍ يضجُ

تسمعُ أولى أصوات ِصبح ٍ

تفضي ليوم ِ كد ٍ جديدْ

هذا الليلُ الذي

لبثتَ حارسا ً له

طيلة َ صيف ٍ مازالَ يرمحُ

يعاقرُ بخمرته اللاهبة ِ

روادَ حاناته المنتظرةُ عيونهم

قدومَ خيول ِ البريد ِ

الناضحة ِ أبدا ً بالعرق ِ

الموسومة ِ جباهها

بتعب ٍ لا يذبل

آتية ً من وهاد ِ بابلَ

مع الفجر ِ الرصاصيِّ

قريبا ً وَ يبثكَ الصباحُ

تغريدة َ طير ٍ تائه ٍ

أولَ آهة ٍ فيروزية ٍ

ترسلُ بصوتها الماسيِّ

بحثا ً عن حبيب ٍ مغامر ٍ

يدخلُ الغابة َ المتمردة َ

فيلفهُ الدوارُالساخط ُ

عندُ بابها

وصيفٌ لا وته يداكَ

و في آخر ِ المطاف ِ

ربحكَ . . غيمه

سترحلُ الأصيافُ

كما الأوبئة ُ تنزاحُ

وتأتيكَ خيولُ بابلَ المنهكة ُ

ببريد ِلا يردُ

لتدعْ بابكَ مواربا ً

لاتطلبَ التريثَ من يدقه

ريثما تفرغ ُ على الورق ِ

ما يثقلُ رأسك

طعامُ الغابة ِ جمٌ

وزئيرُ ( خمبابا ) يثري تمردها

أيصيبكَ صداهُ بالدوارْ ؟

عذراواتُ الغابة بانتظارْ

وسبيلُ العاشقينَ

غيرُ طريق ِ القتلة ِ

فاصحبْ أنثاكَ تلك

التي لها جبهة ٌ موردة ٌ

وسيفكَ الخشبيُ وإمضي

اترك سوآتكَ تترنحُ خلفكَ

قل عند الباب ِ أجوبتكَ

لا أحدَ هناكَ . . .

إلاّ صبيٌ أكلتْ وحشة ُ الغاب ِ قلبه

صبيٌ أسكرت ِ الشموسُ

ذرائبَ شعره

ما أنتَ والأسئلة . . ؟

ستكونُ في أرذل ِ الجبن ِ

إنْ لم تبد ِ قلقكَ

على شعب ٍ مضاع ْ

على بلاد ٍ تباع ْ

وعبيد ٍ تنزو على عروش ِ الملوك ِ

لا جدارَ هنا لتضربَ رأسك

الشجرُ شفيفٌ كالنور ِ

إختصرَ الروحَ إذن

وكنْ حبة ً

توغلُ في تراب ِ الأرض ِ

لتعلو شجرة ً تثمرُ

تخيل ما أبدعته ذممُ الشعراءِ

ما ضربتْ به فرشُ المصورينَ

ما أطربتْ به الرؤوسُ

أمَ كلثومَ و. . أبا عزيز

عبدَ الوهاب وِ . . سليمه

نجاةُ و. . ابنَ خضرْ

فريدَ و. . نزهتْ

عبدَ الحليم ِ . . ومياده

لا يلزمكَ القرارُ السريُ بشيءٍ

فهو قرارُ الحارق ِ لروما

مستأنسا ً بالوهم ِ يضربُ بالقيثارْ

بابليٌ أنتَ ( للقشر ِ )

تراوغ ُ أقداركَ كما راوغتَ

قبلَ هذا حرَّ الأصيافْ

تدركُ أنَّ طريقكَ

في غابة ِ الأرز ِ

وعرٌ وطويلْ

أنثاكَ هنا

فاستنشقا لهاثَ الغرام ِ

الغيمُ راحلٌ أبدا ً

لا تعلقْ عليه الأملَِ

واللعبة ُ تكرُ دائمة ً

دوامَ حياة ٍ كاسدة ٍ

والكراسي لا وقتَ لها

لحفظ ِ أسماءِ الجلاس ِ

كن خاليا ً لنزقها

فتؤولُ اليك

. . . . . . . . .

يا حارسَ الليل ِ

أنبأتكَ الليالي

بصديدها القاتم ِ

فلا تثاؤبَ الآنَ

ما للرب ِ يبقى

وما للوطن ِ . . .

فرضُ عينْ .