درس جديد .. للتدبّر ـ سعد عباس
لأنّ السعيد من اتعظّ بغيره، فإنّ أدنى درجات الحكمة تلزم خصوم جماعة الاخوان في مصر عدم استنساخ أخطائها والانزلاق الى الفخاخ التي انزلقت اليها والارتهان لفتن السلطة والأغلبية والأضواء التي ارتهنت اليها.
ولأن الشقيّ من اتعظّ بنفسه، فإن أدنى درجات الحكمة تلزم الجماعة التحرر في هذا الظرف العصيب بجميع تشابكاته واستحقاقاته من خطاب التنفير والاستعداء والاستعلاء والإنكار، مع الاحتفاظ بحقّها في الطعن على ما تراه من انقلاب على شرعيّة.
ليست علة الجماعة وحلفائها ولا علة الخصوم من قوى سياسية مصرية، وحدها، بل هي علة جميع الجماعات والأحزاب في بلادنا العربية، وتكمن في غلبة مصلحة الحزب والجماعة على مصالح البلاد أو اختزال الأخيرة بمصلحة الحزب والجماعة، واستماتة كل حزب وجماعة في فرض وصايته على المجتمع وقسره على الانصياع لأفكاره وتوجهاته، ولا أقول لمشروعه، فليس هناك مشروع أصلاً.
إنه درس جديد للتدبّر، يُضاف الى دروس كثيرة منذ 25 يناير 2011، وهي دروس تنطوي على اجتراحات إيجابية مبدعة يتعيّن التعاطي معها كما يتعاطى صائغ ألمعي مع الأحجار الكريمة، والتباسات يتعيّن تفكيكها بوعي ونزاهة، وارتكابات وأخطاء يتعيّن مراجعتها باقصى قدر من الشجاعة والعدل، وحسابات خاطئة يتعيّن استدراكها من دون مكابرة أو إنكار.
ليست كارثة أن يخسر حزب أو جماعة معركة ولا حتى أن ينهزما، وليس إنجازاً نهائياً أن يفوزا أو ينتصرا، ذلك أن الكارثة الحقيقية هي الخسارة التي يتكبدها الوطن والهزيمة التي تلحق به، مثلما أن الفوز والنصر الجديرين بالاحتفاء هما فوز الوطن وانتصاره، فإذا انتصر الوطن هانت أي خسارة حزبية أو شخصية، وإذا انهزم الوطن فلا معنى لأي مكسب حزبي أو شخصي.
نرتكب حماقة كبيرة في استسلامنا لإغراء مغامرات الغرور والتشفّي تماماً مثل استسلامنا لإغراء مفارقات الإنكار وبكائيات المظلومية. كلاهما جدار.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول تولستوي الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ستكون لديه دوماً فكرة خاطئة عن الموت؟
جواب جريء
ــ قوله ليس الكمال الأخلاقي الذي يبلغه المرء هو الذي يهمنا، بل الطريقة التي يبلغه بها.
AZP02
SAAB