مخاطر عقدية وأضرار صحية
خبراء: التطبيقات والألعاب الإلكترونية تغرس مبادئ سيئة وأفكاراً منحرفة
الاحساء – زهير بن جمعه الغزال
تشكل الألعاب الإلكترونية خطراً بالغاً على الأطفال، ولها آثار سلبية كبيرة حيث تؤثر على مستواهم العقلي والعقدي،وتحد من نشاطهم الحركي، وتعزلهم عن محيطهم الاجتماعي والعائلي، بالإضافة إلى المشكلات الصحية والنفسية.
استطلعنا رؤى عدد من المختصين في العلوم الشرعية والطبية والتربوية حول الواجب علينا في بيان هذه الأضرار ونشرها بين الناس،وحماية الأطفال والأسر من التفكك والمعاناة في المستقبل.
أنقذوا أولادكم
يقول الدكتور بدر بن علي بن طامي العتيبي الداعية الباحث في السنة وأصولها:
لاتعتبروا تحذيرات الخبراء والمختصين من ألعاب الأطفال الإلكترونية و”روبلكس” وأخواتها مجرد كلامٍ على غير برهان!،مؤكداً على أن الخلل يفتك بالأبناء من هذه المشغلات الملهيات المفسدات الموهنات من أربع جهات:
1 -أصل استخدام الأجهزة وتعطيل كثير من الحركة الذهنية والجسمية،فالطفل يُحرم من الركض وتقوية الجسم، ونشاط الذهن،بل حتى من الكلام والفطنة،ولو سُلب ثوبه منه،ولايدري من دخل ومن خرج.
2 -المكث الطويل،وإدمان النظر، أتلف البصر، وأضعف الطاقة،وقطع أسباب الخبرة، فلا يعرف فك عقدة،ولا تركيب لعبة،ولا صعوداً على صندوق،ولا تماسكاً في الوقوف،ولا تمرساً في عراك الحياة.فعالمه الافتراضي حجبه عن الواقع؛فالشارع – بعلّاته-والحديقة والملعب: أصدق وأقوى وأنقى وأنفع تربية من هذه الأجهزة.
3 -عكرت حياة الهدوء،ولذة الاستقرار،فالطفل في ألعابه يعيش بحرقة الأعصاب، وفرط التركيز،مع الصراخ، واضطراب الروح؛الساعات الطوال،فصار هذا خلقه حتى بدون تلك الأجهزة.
4 -غرست تلك التطبيقات والألعاب مبادئ سيئة وأفكاراً منحرفة،وألفاظاً نابية؛تسربت للأبناء من وراء سياج الأبوين وحراستهم من حيث لا يشعرون.
ويشدد د.بدر العتيبي على أن الخطب جلل، والخطر عظيم. فإن كانت ولابد بعد التصفية والتنقية والانتقاء فـ”ساعة من نهار” لا غير.
تأثيرات سلبية
يشير الدكتور صبري باجس زيادة استشاري جراحة العظام بمستشفيات الحمادي بالرياض أن استخدام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة قد يكون له بعض التأثيرات السلبية على أيدي الأطفال، خصوصًا في مرحلة النمو،أهمها:
1-الإجهاد العضلي والتشنجات:
الاستخدام المستمر لأزرار التحكم قد يسبب تعبًا في عضلات اليد والأصابع وحتى الساعد.
2 -آلام المفاصل:
تكرار الضغط والحركة السريعة قد يؤدي إلى آلام في مفاصل الأصابع والمعصم، وأحيانًا ما يُشبه أعراض التهاب الأوتار (Tendinitis).
3 -متلازمة النفق الرسغي (Carpal Tunnel Syndrome):
مع الإفراط في اللعب قد تزداد خطورة الإصابة بضغط على العصب المتوسط في الرسغ،مما يسبب تنميلًا أو وخزًا في اليد.
4 -ضعف في التناسق الحركي الطبيعي:
الاعتماد الكبير على الحركات الدقيقة في الألعاب الإلكترونية قد يقلل من ممارسة الأنشطة التي تنمي المهارات اليدوية الطبيعية (مثل:الكتابة،الرسم،اللعب الحر).
5 -تشوهات أو انحراف في وضعية اليد والمعصم:
الجلوس الطويل مع ثني المعصم أو قبض اليدين بشكل متكرر قد يسبب مشاكل وضعية عند الأطفال.
6 -التأثير على نمو العظام والعضلات:
في حال قلة الحركة الجسدية بشكل عام،قد يؤثر ذلك على قوة اليدين والذراعين ويؤدي إلى ضعف في النمو العضلي.
الاستخدام المعتدل
وقدم الدكتور صبري زيادة استشاري جراحة العظام بمستشفيات الحمادي بالرياض نصيحة بضرورة الاستخدام المعتدل وتحت إشراف الوالدين،مع تحديد أوقات اللعب (مثلاً ساعة إلى ساعتين يوميًا)،وتشجيع الطفل على ممارسة أنشطة رياضية وهوايات أخرى، يمكن أن يقلل من هذه الآثار السلبية.
تؤكد الدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا عضو مجلس إدارة الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة،رئيسة مجلس إدارة يسر للتّنمية الأسرية:إن الألعاب الإلكترونية تشكل تحديًا حقيقيًا في عصرنا الحالي،حيث تتسبب في آثار سلبية عميقة على الأطفال، منها:
*التأثير على المستوى العقلي؛ فتشتت الانتباه وصعوبة التركيز مما يؤثر على التحصيل الدراسي.
*التأثير على النشاط الحركي؛ فقلة الحركة تؤدي إلى مشكلات صحية مثل:السمنة وضعف اللياقة البدنية.
*العزلة الاجتماعية؛ فالانغماس في العالم الافتراضي يقلل من التفاعل الاجتماعي ويضعف الروابط الأسرية.
*المشكلات النفسية؛من حيث ارتفاع مستويات القلق والاكتئاب بين الأطفال المرتبطين بزيادة استخدام الألعاب.
وشددت د. هيفاء فدا على أن الواجب علينا التوعية ونشر المعلومات حول الأضرار المحتملة للألعاب الإلكترونية عبر ورش عمل وندوات، والرقابة بتشجيع الأسر على مراقبة استخدام أطفالهم للألعاب،وتحديد أوقات محددة للعب،وتشجيع الأنشطة البديلة،وتنظيم فعاليات رياضية وثقافية لتعزيز التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني..حفظ الله الأطفال وأسرهم من هذه المخاطر.
