جرأة الكتابة – عبدالهادي البابي
بداية على الكاتب أو الناشر أن يواجه القراء وجهاً لوجه بلا تصنّع ولاتكلف ، وعليه أن ينظر إلى الأشياء بمنظار لايلّون المرئيات أويكبرها ويمثلها للناس غير ماهي ، أن ينظر الكاتب بعيون طبيعية مجردة توحي إلينا بالروعة والجمال ، وتدلنا على مواطن الحق والقوة ، وبهذا النحو من الفكر والبحث والبيان قد نعرف كثيراً مما خفي من شئون النفس والناس والدولة والمجتمع . أما أن يظل الناس يخدع بعضهم بعضاً في المادة والمعنى ، في الجاه والثروة ، في العلم والأدب ، وحتى في الصحة والمرض ، فتلك مصيبة المجتمع ، وذلك داؤه المزمن ، ومرضه العضال … وعندما نقول (جرأة الكتابة) لانعني بها الكتابة التي فيها أنتهاك لحرمة المجتمع أو كشف الأسرار العائلية والشخصية أو التنمر عليهم ، أنما نعني بها الكتابة الصريحة الواضحة التي لاتجامل ولاتحابي على حساب الحقيقة والتي يحتاجها المجتمع للتعرف على أوضاعه وشؤونه لتصحيح المسار وطوي صفحة الماضي ..