ثنائية التوسّل والذل

ثنائية التوسّل والذل

شهد العراق عقب التغير الديموغرافي الذي رافق عملية الغزو ظواهر وامراضاً هزت بنية المجتمع العراقي وأصبحت تهدد النسيج القيمي وتفتك بهيكله التنظيمي . ها قد أتفاجأ مما اشاهده من سلوكياتً غير اخلاقية في التعامل أبناء المجتمع مع بعضهم البعض في الاونة الاخيرة . شاهدت حادثة اثارت دهشتي وتأكدت بعد ذلك ان المجتمع العراقي قد أصيب بفجوة داخل نسيجه القيمي الذي يربط افراده بشبكة من العلاقات الاجتماعية . اصبح كل شخص بمثابة محمية منعزلة عن الشخص الاخر حتى وان كان الشخص الاخر احد أقاربه . تعالت النزعة الفردية الاستغلالية وحب الجشع والطمع من اجل الحصول على المزيد لأجل المزيد . دون الأخذ بالحسبان لعواقب هذه العزلة الفردية بالجاه والمال والتسلط قد يبعد ويفكك روابط علاقته مع علاقات من يحترمونه ويكنون له التقدير والحب وأصبح يكنون له جانب التجنب والابتعاد قدر الإمكان عنه . وعن اي ارتباط معه تصبح العلاقة رسمية فيما بينهم وقد لاحظت شخص ينذل ويذرف ماء وجهه ويتوسل لأشخاص هم في الأساس ( هوامش مجتمعية ) . ساعدتهم مرحلة زمنية على السيطرة وتقلد المناصب الحكومية واكل السحت من قوت الضعفاء والمساكين والمحترمين والمثقفين من أبناء المجتمع . منعتهم عزة أنفسهم وكرامتهم من تقلد هكذا مناصب وكذلك الخوف من الله منعهم من ذلك . ولكن افرازات هذه الثقافة البائسة التي يعيشها مجتمعنا هو اختلال الوضع الأمني الذي لايعطي إمكانيات للأشخاص الاكفاء بالتقلد لمناصب ومكانات مناسبة لهم على قدر إمكانياتهم الثقافية . ها قد فات الاوان وتغيرت الازمان وأصبح المكان غير المناسب للشخص غير المناسب والخلل يرجع للفجوة الذي اصاب ثقافة مجتمع فيما بينها الجانب المعنوي الديني . لان جميع ماسبق ذكره يعد مشاكل وامراض لمجتمع حضري أتى بها الغزو وزرعها في معتقداتنا وهذه ليست ثقافة مجتمع إسلامي لان المجتمع الاسلامي والدين الاسلامي ارقى الأديان والمجتمعات . دين مساواة بين الأجناس مجتمع سمح بالتعامل لايقبل بالفرد ان ينذل ماء وجهه في سبيل الخروج من عيشة ضنكى عندما يقفل أبواب الرزق أمامه . والحل السليم هو الرجوع الى الله والى الدين الاسلامي وتقف المسؤولية للحل على الأسرة العراقية بان تتشبث بالدِّين وتغرسه في عوامل التنشئة التي باتت تتجه غير اتجاه في هيكلتها . ولابد للزمان ان يعود ويرجع الحق للناس ويتعالج المجتمع من هكذا أمراض غربية .

اسراء ياسين – بغداد

مشاركة