قرر مغترب عراقي ان ينتصر على التشاؤم بشأن مستقبل وطنه، ويطرد من افكاره كل ما علق بها من توقعات غير سارة، ناهيك عن ما يعيشه ابناء الوطن من مشاكل وصعوبات حياتية واحزان شتى، حتى أنه كاد ليعلن انتصاره في تظاهرة عامة أمام الملأ الفضائي عبر شبكات التواصل والاقمار الاصطناعية، لكنه تريث بعد ان استمع الى حديث وزير المالية الدكتور علي علاوي الاخير في مؤتمر حول الطاقة في بغداد.
كان المغترب العراقي قد أقنع أسرته بأن الانتخابات الاخيرة يتمخض في نتائجها عن حكومة أغلبية وطن وانها ستحارب الفساد وستأتي بوزراء اكفاء بعيداً عن المحاصصة والطائفية وقبل هذا وذاك سوف لن تتلقى اوامرها من خارج البلاد، لا سيما بعد ان اكملت القوات الامريكية المحتلة انسحابها من العراق. كما راح مستطرداً انه سيجري توفير عدد لا حصر له من فرص العمل وستبنى مدارس ومستشفيات وتنتهي مشكلة الكهرباء والنقل والمواصلات وسيوزع العراق الى الأبد الرشاوى والاتاوات.
لم تكن زوجته تحمل تلك الثقافة السياسية لتتحاور معه حول ما ذهب اليه، لكنها رغم ذلك سألته: هل تقصد ان ايران لن يعود لها تأثير في العراق وان الميليشيات المسلحة التابعة لها سوف تزول، وان المرجعيات ستسحب نفسها من الحياة السياسية، ويستطيع النازحون والمهاجرون والمهجرون العودة الى منازلهم واستعادة حقوقهم ليعيشوا بأمن وكرامة وسلام ويشاركون في بناء العراق الجديد الواعد؟!
نظر اليها زوجها وتحامل على نفسه، واجابها بشيء من التلعثم: إن شاء الله.
ثم أردفت: وماذا عن الأطفال ومدارسهم وتأميننا الصحي وعملك؟
قال لها: ستصبح للأطفال مدارس حديثة، وسمعت انهم يتحدثون عن تأمين صحي، فبلدنا غني جداً.
واختتم حديثه معها بحديث عن الرسول الكريم:
”تفاءلوا بالخير تجدوه”، ومضى الى شأن آخر له.
برلين، ٣١/١٢/٢٠٢١