تصويت الكونغرس يهدد أوباما ـ روبرتا رامبتون وكارين بوهان

تصويت الكونغرس يهدد أوباما ـ روبرتا رامبتون وكارين بوهان
يبدو أن الأمر بات حديث الجميع في واشنطن عدا الرئيس باراك أوباما… فالكل يتحدث عن مستقبل رئاسته الذي قد يكون على المحك عندما يصوت الكونغرس على طلب ادارته استخدام القوة العسكرية في سوريا.
والهزيمة التي أضحت احتمالا كبيرا قد تعرقل جهود أوباما في ادارة الشؤون الخارجية والداخلية خاصة اذا ساهم زملاؤه الديمقراطيون في هذه الهزيمة. تلك الهزيمة ستضر بالرئيس الأمريكي في فترة حرجة لا يواجه فيها سوريا فحسب بل أيضا الأنشطة النووية لايران وكوريا الشمالية وجولة أخرى من المعارك مع الجمهوريين بخصوص القضايا المالية ومشروع قانون بشأن الهجرة فضلا عن معركة قد تكون شاقة لترشيح الرئيس الجديد لمجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأمريكي .
وتنأى الادارة بنفسها عن اللعب بورقة رئاسة أوباما في الوقت الذي يدرس فيه الكونغرس مشروع قرار للتفويض بالقيام بعمل عسكري اذ أن ذلك سيحول دفة الجدل تجاه الرئيس وسيتسبب في خسارته لأصوات بعض الجمهوريين الذين يعول عليهم.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي بمدينة ستوكهولم يوم الأربعاء مصداقيتي ليست على المحك . وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بعد خمسة أيام من اعلان عزمه الحصول على تفويض من الكونغرس بتنفيذ ضربة في سوريا بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع يوم 21 أغسطس آب في هذا البلد.
وأضاف أوباما مصداقية المجتمع الدولي على المحك. ومصداقية أمريكا والكونغرس على المحك .
لكن اذا كانت هناك قضية مهمة في غاية الوضوح للكافة لكن يتحرج الجميع الحديث عنها.. فهي ارث أوباما.
وقال ديفيد روثكوبف المسؤول السابق بادارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والذي يرأس الآن شركة جارتن روثكوبف العالمية للخدمات الاستشارية ان تصويت الكونغرس بالرفض سيكون كارثيا لأوباما.
وأضاف روثكوبف ذلك سيؤكد الصورة المعروفة عنه باعتباره بطة عرجاء… سيبدو عليه الوهن ومن المستبعد أن يحقق الكثير أثناء الفترة المتبقية من ولايته .
وقال جورج ادواردز خبير الشؤون الرئاسية بجامعة ايه آند ام في تكساس أعتقد أن التصويت بالرفض سيمثل صفعة قوية للرئيس… يبدو أنه سيكبل يديه .
وسيقع ضرر أكبر على أوباما اذا صوت كثير من الديمقراطيين ــ أعضاء حزبه ــ برفض طلبه وهو ما يبدو مرجحا في الوقت الراهن.
ويعلم رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر بصورة خاصة عواقب تضاؤل أنصار أي زعيم. فخلال مواجهة الهاوية المالية في ديسمبر كانون الأول أحبط زملاؤه الجمهوريون في المجلس اقتراحا كان يعتقد أنه قد يساعد على حل الخلاف بخصوص زيادة الضرائب والخفض التلقائي الكبير للانفاق. وبعد ذلك تراجع بينر في المواجهات مع أوباما لأسباب منها أنه لم يعد قادرا على التحدث باسم حزبه في مجلس النواب.
ومن المقرر أن يواجه أوباما تحديا صعبا في أكتوبر»تشرين الأول عندما يجابه مطالب من الجمهوريين بخفض الانفاق مقابل زيادة حد الاقراض للبلاد أو سقف الدين.
ويواجه الرئيس الأمريكي معركة أخرى محتملة اذا رشح لاري سامرز ــ الذي تردد أنه مرشحه المفضل حاليا ــ لخلافة بن برنانكي في مجلس الاحتياطي الاتحادي بعد انتهاء فترة ولايته في 31 يناير كانون الثاني. وقال البيت الأبيض ان من المتوقع الاعلان عن خليفة برنانكي في الخريف.
ولعل ما يتعرض للخطر على الصعيد المحلي في التصويت على ضرب سوريا هو رأس المال السياسي للرئيس أو ذلك النفوذ الذي يكتسبه الرؤساء مع كل انتصار أو يفقدونه مع كل هزيمة خاصة اذا كانوا جزءا من القضية.
ورأس المال السياسي شيء لا يمكن قياسه والتأثير الواقع على القضايا الداخلية محل تكهنات. ولكن الأكثر وضوحا هو تأثير الهزيمة على أوباما على الساحة الدولية بعيدا عن سوريا.
وقال مسؤول أمريكي ان التصويت على ضرب سوريا بالنسبة لأوباما وفريقه الخاص بالأمن القومي يمثل في الحقيقة رغبة في التحقق أكثر مما اذا كان بامكانهم التعويل على الكونغرس في حال تأججت المواجهة النووية مع ايران الى حد يستلزم التحرك أو اذا ما صعدت كوريا الشمالية من استفزازاتها الى مستويات جديدة.
وتصويت الكونغرس بالرفض في الوقت الحالي سيؤثر كثيرا على السعي وراء موافقة الكونغرس في حال شعر أوباما بضرورة استخدام القوة مجددا.
ودون الاشارة الى أوباما قدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري صورة قاتمة في جلسة بخصوص مشروع قرار التفويض. وقال كيري ومسؤولون آخرون ان تصويت المشرعين بالرفض من شأنه أن يشجع ايران وكوريا الشمالية ويزيد من احتمالات استخدام جماعة ارهابية أسلحة غير مشروعة.
لا شك أن الجمهوريين سيستغلون الهزيمة لصالحهم. فمن بين الانتقادات الرئيسية التي يوجهها الجمهوريون لأوباما أنه زعيم ضعيف واسهام المشرعين الديمقراطيين في التصويت بالرفض سيعزز رؤية الجمهوريين في الوقت الذي تستعد فيه الادارة لخوض المعارك المالية في الخريف.
وبينما سعت الادارة الى فصل القضية عن شخص أوباما تظل المخاطر التي تحدق برئاسته محل اعتبار لدى كثير من الديمقراطيين في الكونغرس وهم يفكرون في قرارهم بشأن التصويت.
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا جورج ميلر الذي لم يتخذ قراره بعد في مقابلة مع رويترز بالطبع تفكر في ذلك .
وأضاف بالتأكيد تفكر في ذلك ولكن لا يمكن أن يكون هذا هو العامل المحدد… بالطبع أريد للرئيس أن ينجح .
لكنه تابع عندما ألتقي بالناخبين في دائرتي… كنت أسألهم عن رأيهم. انهم يشعرون بقلق بالغ تجاه أي تدخل منا هناك .
AZP07

مشاركة